تابع الجيش السوري عملياته العسكرية ضد المجموعات المسلحة التابعة للمعارضة، في  دمشق وريفها، وخاض معها اشتباكات عنيفة على أكثر من محور، في ظل استمرار الاشتباكات العنيفة بين "الجيش الحر" وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) في ريف حلب.

من اشتباكات المعضمية

وسجل "المرصد السوري المستقل" في دمشق وريفها الوقائع الميدانية التالية:

ما تزال قذائف الهاون تتساقط بين الوقت والآخر، وسجل سقوط قذيفة هاون في منطقة الدخانية لم تسفر عن أضرار فيما سقطت قذيفة أخرى في منطقة الكباس بالقرب من روضة "الرائد للأطفال"، تسببت بجرح طفلة وأضرار مادية. وحول مسألة سقوط قذائف الهاون العشوائية على مدينة دمشق وريفها أفاد مصدر عسكري في الجيش السوري النظامي لـ"المرصد السوري المستقل" بأن "المجموعات المسلحة ومع تضييق الخناق عليها تلجأ إلى إطلاق قذائف هاون من عيار 120 ملم والتي يصل مداها إلى 12 كلم تقريبًا باتجاه المناطق السكنية من أجل التأثير على معنويات المواطن السوري وبالتالي إخباره أنه فاقد للأمان وأن الدولة غير قادرة على حمايته".

ورأى المصدر أن "تلك المجموعات تعتقد أن المواطن السوري سيقوم بالضغط على حكومته وبالتالي سيخف الضغط على المجموعات المسلحة المحاصرة ولكن الواقع يفرض معادلة أهم حيث ما زال المواطن السوري مصممًا على القضاء على البؤر الإرهابية مهما كانت التكلفة".

وعن إجراءات الجيش لمنع استمرار سقوط هذه القذائف، أجابنا المصدر بأن "الجيش السوري ومنذ بدء العمليات العسكرية كان هدفه منع إطلاق القذائف حيث تم إبعاد المجموعات المسلحة بعمق أكثر من 10 كلم باتجاه عمق المناطق التي يسيطر عليها المسلحون وبالتالي تخفيف أثر سقوط تلك القذائف، كما أن الجيش السوري يقوم برصد تحركات المسلحين حيث يتم استهداف تجمعاتهم ومنعهم من سهولة التحرك ولكن بعض تلك المجموعات ما تزال تمتلك حرية الحركة خصوصًا في عمق المناطق التالية: جوبر ودوما والمعضمية حيث يتم إطلاق القذائف من مدافع نوع B10 ومدافع مصنعة محليًا"، مشيرُا إلى أن الجيش السوري قام بمصادرة قذائف هاون مصنعة محليًا.

 في القلمون

بالمقابل نفي مصدر في المعارضة المسلحة أن تكون كتائب "الجيش الحر" هي من يقوم بقصف الأحياء السكنية في المدنية، مؤكدًا أن هذه الكتائب تقوم باستهداف التجمعات العسكرية للنظام، متهمًا مجموعات تابعة لـ"جبهة النصرة" المتواجدة في مناطق ريف دمشق بالوقوف وراء عمليات القصف هذه.

 وعن تطورات القتال الدائر بين "الجيش الحر" وتنظيم "داعش" في الشمال السوري، أكد المصدر المعارض بأن "آثار هذا القتال أولاً صبت في مصلحة النظام السوري"، وقال: "هناك بعض المجموعات في ريف دمشق بدأت بإعلان ولائها لجبهة النصرة وقد تأثرت العمليات القتالية في المنطقة الجنوبية لتلك الأسباب".

وحول أسباب الخلاف والاقتتال قال المصدر : إن "كل منّا يملك مشروعًا مختلفًا عن الآخر، ولا مجال للتقارب"، معتبرًا أن هذا الخلاف يثير قلقًاحيال مصير "الدولة المدنية" في سورية. 

وعن إمكانية انضمام كتائب "الجيش الحر" إلى الجيش النظامي في مواجهة المشروع التكفيري تحفظ المصدر عن الإجابة، مشيرًا إلى أن القرار تملكه دول إقليمية تتصارع على الأرض السورية، مشبهًا سورية اليوم بلبنان في عام 1982.

وبالعودة إلى محاور القتال في دمشق وريفها استهدفت مدفعية الجيش السوري الثقيلة مقرات المسلحين في كل من داريا و المعضمية، في حين اشتبكت وحدات من الجيش السوري مع عدد من المجموعات المسلحة في منطقة بساتين داريا، حيث أفادنا مصدر ميداني بأن عددًا من مسلحي "جبهة النصرة" حاولوا فتح ثغرات في الطوق المفروض على المنطقة عبر البساتين الواصلة إلى جديدة عرطوز في وقت تصدت وحدات الجيش لتلك المحاولات وأوقعت عددًا كبيرًا من القتلى في صفوف المسلحين، وتمكن الباقي منهم من الفرار باتجاه المناطق المحاصرة.

وإلى منطقة الغوطة الشرقية ما تزال عمليات الجيش النظامي مستمرة حيث قصف الجيش النظامي تحصينات ومقرات للمسلحين في كل من بيت سحم ودير العصافير والذيابية والحسينية، كما اشتبكت وحدة من الجيش السوري مع عدد من المجموعات المسلحة في منطقة بساتين المليحة.

انتقالاً إلى محور مخيم اليرموك – القدم، أفاد مصدر في قوات "الدفاع الوطني" لـ"المرصد السوري المستقل" أنه وبتغطية نارية من قوات الدفاع الوطني والجيش السوري قامت دبابة للجيش باقتحام مفاجئ في حي الجورة الخاضع لسيطرة المسلحين حيث تم ضرب دشم وتحصينات ومقرًا محصنًا، مؤكدًا "تدمير هذه الأهداف بالكامل".

وقال المصدر: إنه "ولدى محاولة المسلحين ضرب الدبابة أثناء عودتها وقبل استهدافها بصاروخ حراري، تم ضرب البناء المتمركزة عليه قاعدة الصاروخ  بصاروخ من قبل الدفاع الوطني وتدميره وقتل من فيه".

وفي وقت سابق قصفت كتائب "الجيش الحر" مطار الناصرية العسكري بعدد من صواريخ الـ"غراد"، انطلاقًا من إحدى المناطق في القلمون.