تقرير .. هدوء نسبي بالجبهة الجنوبية الغربية لحلب بانتظار المعركة الحاسمة ضد الإرهابيين
عندما أعلن الجيش السوري في الحادي والعشرين من كانون الأول/ديسمبر 2015 السيطرة على بلدة خان طومان أهم معاقل ما يسمى "جيش الفتح" التابع لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، في ريف حلب الجنوبي، اتجهت الأنظار نحو إمكانية استعادة النظام لطريق دمشق حلب الدولي، وهو الطريق الرئيسي الذي يربط حلب بباقي المحافظات السورية.
ثلاثة أشهر، بعد الإعلان عن السيطرة على البلدة، لم تكن كافية لتمكين الجيش السوري من إحراز أي تقدم على الجبهة الجنوبية لحلب، فالقادم إلى خان طومان يُدرك صعوبة المعارك نظراً لطبيعة المنطقة الجغرافية وانكشافها الواسع أمام الخصوم مع وجود مساحات منبسطة تكشف مواقع الجيش السوري لصالح جيش الفتح الذين انسحب إلى ما بعد طريق حلب — دمشق الدولي، وتمركز بتلالها بعد سيطرة الجيش السوري على قرى القراصي وخان طومان وتلة العمارة ومعراتة.
وكالة "سبوتنيك"، رافقت القائد الميداني للجبهة الجنوبية الغربية لحلب، الذي تحدث عن معارك وصفها بـ "الضارية" خاضها الجيش وعن حجم الدمار الذي لحق بالبلدات "المحررة" والذي يشي بضراوة تلك المعارك.
ولاحظت "سبوتنيك"، أنّ مدارس البلدة تحولت خلال سيطرة المسلحين إلى مقار لحركة "أحرار الشام" في حين أصبحت المساجد مراكزاً للدعوة للجهاد، حيث يمكن رؤية بعض كتيباتها التي تقدم مفاهيم وتعاليم خاصة تدعو إلى الجهاد. كما تحولت جدران المباني الحكومية والمدارس والمنازل مساحة للمسلحين لفرض تواجدهم عبر كتابات عربية تحمل أسماء الفصائل المسلحة المنتشرة بالبلدة إضافة إلى بعض التعاليم الدينية المتطرفة والتي تدعو إلى القتل والذبح.
وقال القائد الميداني إن "الجيش السوري تقدّم فجر الحادي والعشرين من كانون الأول/ديسمبر الماضي من قرية الحويجة باتجاه تلة العمارة وبلدة القراصي وجرت اشتباكات عنيفة قبل انسحاب مسلحي "جيش الفتح" من بلدة خان طومان باتجاه الطريق الدولي.
وأضاف أنّ الجيش السوري "تقدم تحت غطاء جوي من قبل سلاح الجو الروسي اضافة إلى التمهيد الناري الكثيف من المدفعية والصواريخ والذي أمّن تقدم الجيش عبر محورين تجاه عمق دفاعات المسلحين داخل خان طومان".
وتتجه الأنظار إلى الجبهة الجنوبية الغربية لحلب، حيث يتوقع حدوث معركة كبرى لاستكمال السيطرة على كامل الريف الجنوبي الغربي، الا أنّ المنطقة الآن تشهد هدوءً نسبياً يخرقه سقوط الصواريخ والقذائف في بعض الأحيان على القرى المحيطة.
وأوضح القائد الميداني أن الجيش السوري يسيطر حالياً على أقرب تلة مشرفة على طريق حلب دمشق الدولي، الأمر الذي وضع عدداً من قرى الريف الغربي لحلب في مرمى نيرانه، إلا أن عملية التقدم تتطلب، بحسب القائد، "وضع تكتيكات جديدة للجيش تتناسب مع طبيعة المنطقة المنبسطة، إضافة للتحضير الجيّد للعديد والعتاد"، مشيراً إلى وجود صعوبة في تأمين عدد كاف من القوات للتقدم والتثبيت.
وكانت خان طومان، التي كانت تضم مستودعات ضخمة للوقود والأسلحة والذخيرة قد سقطت في السادس عشر من كانون الأول/ديسمبر 2012 بيد مسلحي "لواء الحق" و"جبهة النصرة" و"مجلس شورى المجاهدين" و"حركة أحرار الشام" وغيرها من الفصائل المسلحة بعد معركة اطلقوا عليها اسم "أبشري حلب".
وتعود تسمية خان طومان، القرية في منطقة جبل سمعان، إلى خان مملوكي أثري يحمل نفس الاسم، وتقع البلدة على بعد حوالي 10 كلم جنوب غرب مدينة حلب، وهي محاطة بمزارع الزيتون وفيها معمل كبير للبرغل بالإضافة إلى قربها من صوامع ضخمة للحبوب لا يزال قسم منها تحت سيطرة المسلحين.
وتخوض وحدات من الجيش السوري، قتالاً مريراً لتطهير قرى وبلدات حلب [شمال غرب سوريا] من مسلحي جماعات إرهابية وتكفيرية تتحصن بها وتحاول فرض رؤيتها الرجعية على أهالي المناطق.
وأعلن الجيش السوري، أمس الأحد، سيطرته على أكثر من 31 قرية ومجموعة من المزارع عقب قتال عنيف مع عناصر "تنظيم الدولة الإسلامية" [داعش الإرهابي].
وتأتي التطورات في سياق ما تعانيه سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011، من أعمال عنف واضطرابات داخلية ناتجة عن اشتباكات مسلحة بين القوات الحكومية السورية والعديد من المجموعات المسلحة المتطرفة ذات الولاءات المختلفة، أبرزها تنظيم "داعش" الإرهابي، وتنظيم "جبهة النصرة".
ووفقاً للإحصاءات الخاصة بالأمم المتحدة فإن عدد الضحايا زاد عن 220 ألف نسمة.