فيما باشر وفد مراقبي الأمم المتحدة المكلف بالتحقيق بمسألة استخدام السلاح الكيماوي، عمله اليوم الخميس، واصل الجيش السوري النظامي عملياته العسكرية على أكثر من محور في مختلف المحافظات السورية مسجلاً مزيدًا من التقدم وملحقًا خسائر بشرية كبيرة في صفوف المسلحين.
دخان القصف على درعا
وقد سجل "المرصد الصوري المستقل" الوقائع التالية لهذا اليوم: 1- بداية من دمشق وريفها حيث اشتبكت وحدات من الجيش السوري مع مجموعات مسلحة خلف حاجز سوق الهال في جوبر في حين استهدف سلاح الجو مواقع للمسلحين في عمق جوبر بعدد من الغارات الجوية في وقت شهدت منطقة برزة الاشتباكات الأعنف على محور "مثلث الموت" حيث تصدى الجيش السوري لمحاولات فرار المجموعات المسلحة عبر بساتين برزة في حين استهدفت الدبابات السوري تحصينات المسلحين في المنطقة. كما استهدفت تجمعات للمسلحين في منطقة القابون.
وأكد مصدر عسكري في الجيش السوري يشرف على العمليات في برزة لـ"المرصد السوري المستقل"، أن "العمليات مستمرة على محور برزة – جوبر – القابون حيث خضعت تلك المناطق لحصار محكم من قبل وحدات الجيش السوري لقطع كل طرق الإمداد عن المنطقة وبالتالي يتم استنزاف قوى المجموعات المسلحة هناك"، مشيرًا إلى أن "العمليات العسكرية بداية كانت تهدف لضرب عصب قوة المسلحين ومنعهم من التنقل بين المناطق"، مؤكدًا أنه "وعبر عمليات الرصد المتواصل تم تدمير عصب قوتهم والمتمثل بوجود مدافع الهاون والمضادات الجوية والتي تسببت بأذى كبير للمواطنين عبر استهداف المناطق السكنية الآمنة بقذائف الهاون والصواريخ المحلية الصنع".
وقال المصدر إن "العملية الآن هدفها السيطرة على أربعة أبراج في آخر شارع الحنبلي والبساتين من بعد مبنى قناة التربوية حتى بساتين القابون وبذلك نستطيع القول إن برزة في عهدة الجيش العربي السوري"، مشيرًا إلى أنه "لا يوجد جدول زمني لانتهاء العملية فالخطة الموضوعة تقضي بالسيطرة على المحور بأقل الخسائر الممكنة".
بالمقابل أفادنا مصدر في "الجيش الحر" بأن الكتائب الموجودة في كل من جوبر وبرزة والقابون تعاني من "حصار منذ أكثر من سنة وقد نجم عنه نقص في الذخيرة إضافة للنقص في المواد التموينية والطبية ووجود عدد كبير من الجرحى"، وقال إن "مقاتلي جبهة النصرة قاموا بنهب مستودعات الذخيرة والأسلحة وانسحبوا باتجاه مناطق سيطرتهم في الغوطة الشرقية وبالتالي فمن الطبيعي أن تتقدم قوات النظام وتسيطر على بعض المناطق".
وأضاف المصدر نفسه: "إن الحرب سجال وأن المجلس العسكري وغرفة العمليات التي تم تأسيسها مؤخرًا ستقوم بعملية التفاف على المناطق التي سيطر عليها النظام وفتح ثغرات في تلك المناطق ليتم إعادة السيطرة عليها".
هذا وشهدت مناطق حرستا ودوما وعدرا قصفًا مدفعيًا كثيفًا اعتبره البعض أنه حزام ناري أقامه الجيش السوري لإطباق الحصار على ريف دمشق.
وفي الغوطة الغربية واصل الجيش السوري عملياته العسكرية، حيث أخبرنا مصدر في "الجيش الحر" بأنه قد تم رصد توجه رتل عسكري لقوات النظام من مطار المزة إلى مدينة داريا، مدعومًا بدبابتين وعربتين BMP و ثلاث مدرعات وست سيارات مثبت عليها رشاش دوشكا بالإضافة إلى عدد من سيارات الإسعاف"، معتبرًا أن "النظام يستقدم تعزيزات عسكرية تمهيدًا لاقتحام المنطقة التي تشهد قصفًا مدفعيًا وصاروخيًا كثيفًا إضافة للقصف المروحي".
وفي مدينة دمشق سجل سقوط عدد من قذائف الهاون في حي المالكي أصابت إحداها قسم القنصلية في السفارة العراقية، ما أدى لمقتل إمرأة عراقية وجرح ثلاثة آخرين، كما سقط عدد من القذائف في محيط مشفى الشرطة ووحدة حفظ النظام دون وقوع إصابات.
2- وفي حلب قصفت مدفعية الجيش السوري تجمعًا للمسلحين في قرية عزيزة، ما أدى لمقتل عدد منهم وتدمير بعض عتادهم وأسلحتهم، وعرف من القتلى: "اسماعيل حجازي"، و"محمود شعار"، و"فرحان حسن كسار". كذلك قصف الجيش مجموعات مسلحة في قرى وبلدات: قبتان الجبل والمنصورة وجديدة وكويرس ورسم العبود وكفركار والمنطار، بالمدفعية الثقيلة ما أسفر عن وقوع أعداد من القتلى والمصابين في صفوف المسلحين وتدمير آلياتهم وأسلحتهم.
وقال مصدر عسكري في حلب لمرصدنا: "إن وحدة من الجيش السوري قضت على تجمعات للمسلحين شمال الحميمة وجنوب أبو جبار في الريف الشرقي وشمال النيرب و خان العسل ومحيط السجن المركزي ومشفى الكندي وعزان والزبدية ويانون والشيخ سعيد وحيان وظهرة الشرفة شرق خان طومان".
وأفادنا أحد قادة الكتائب العاملة في حلب والتابعة لـ"لواء التوحيد"، بأن "الجيش الحر" استهدف مبنى الغاز ومبنى الأخشاب والتي تتخذه قوات النظام مقرّات لها في حي الخالدية في حلب متحدثًا عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش النظامي.
حلب -حاجز صلاح الدين
3- وبالانتقال إلى الحسكة فقد اشتبكت "وحدات حماية الشعب" الكردية مع مجموعات من "جبهة النصرة"، وتركزت هذه الاشتباكات على الطريق الواصل بين غردوقة ومحمد الذياب في ريف القحطانية وفي قرية السجعة على طريق القامشلي، وقد أسفرت عن سقوط قتلى من الطرفين.
كما تمكنت "وحدات حماية الشعب" الكردية من السيطرة على قرى الدردارة و مزرعة حميد ومصراتة والجافة، في الريف الشرقي من رأس العين، بعد اشتباكات مع مسلحي "جبهة النصرة" أسفرت عن مقتل 3 من عنصر الوحدات وعدد كبير من مسلحي "النصرة" معظمهم من جنسيات غير سورية.
ذخائر صادرها الجيش السوري
4- وفي أريحا استهدف الجيش السوري النظامي تجمعُا للمسلحين في كفرلاتة وجبل الأربعين ومعربليت ومفرق بزابور بريف أريحا ما أسفر عن مقتل عدد من المسلحين وتدمير آلياتهم. كما قامت وحدات من الجيش باستهداف مقرات للمسلحين في بلدة نحلة بريف أريحا ما أسفر عن مقتل 4 مسلحين وإصابة آخرين كما تم تدمير آلية مركب عليها رشاش دوشكا .
إلى حمص قامت قوات الجيش النظامي بالدخول إلى قرية السمعليل بريف الحولة ولاحقت المسلحين فيها ما أدى لسقوط أعداد من القتلى والجرحى بين المسلحين. وسجلت اشتباكات عنيفة في مناطق باب هود وحي جورة الشياح استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة، في حين تعرضت منطقة الوعر لقصف بقذائف الهاون.
5- وفي ريف حماة سجلت اشتباكات عنيفة بين وحدات من الجيش النظامي تؤازرها قوات من "الدفاع الوطني"، من جهة ومسلحي "جبهة النصرة" من جهة أخرى على محاور فريتان - الطيبة - المفكر في ريف السلمية الشرقي.
وأكد مصدر في الدفاع الوطني لمرصدنا أن "وحدات الجيش والدفاع الوطني تمكنت من استعادة السيطرة على قرية الطيبة بالقرب من بري في ريف السلمية الشرقي بعد أن سيطر عليها مسلحون لساعتين فقط". وقد أسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل عدد كبير من المسلحين فيما لم ترد معلومات عن إصابات في صفوف الجيش السوري والدفاع الوطني.
6- ختامًا ومن درعا التي شهدت يوم أمس عمليات عسكرية واسعة، تمكن خلالها الجيش السوري من تدمير تحصينات وتجمعات للمسلحين وصادر كميات من الأسلحة بينها صواريخ "إسرائيلية" الصنع. وأسفرت عن مقتل عدد كبير من المسلحين بينهم أردنيون.
وذكر مصدر عسكري أن وحدة من الجيش السوري ضبطت سيارة للمسلحين محملة بكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة في بلدة محجة بينها أربعة صواريخ لاو إسرائيلية الصنع، و36 قذيفة هاون عيار 60 ملم وذخيرة متنوعة، بحسب المصدر الذي أكد أيضًا تدمير أهداف وأسلحة وذخيرة للمسلحين في قرى وبلدات نوى و انخل والنعيمة وعتمان وعدوان والزعرورة وعين الباشا والحيران وغدير البستان وإيقاع أعداد من القتلى والمصابين بين صفوفهم.
ولفت المصدر إلى أن وحدة من الجيش السوري لاحقت مجموعة مسلحة حاولت الاعتداء على نقطة الجمارك القديمة وقضت على معظم أفرادها من بينهم "فضل الله المسالمة" و"اسكندر صليبى" و"فرزات قطيفان" و"عبد الرحمن عبد الله حمودة".