الجيش السوري يواصل عملياته العسكرية على وقع خطابات الأمم المتحدة
على وقع الخطابات في الأمم المتحدة ومع استمرار الصراع على الأرض بين المجموعات المسلحة ومع خبر وصول وفد خبراء الأمم المتحدة بشأن الكيماوي السوري إلى بيروت واصل الجيش السوري عملياته العسكرية في دمشق وريفها وبقية محاور القتال في المحافظات الأخرى، وسط تعتيم إعلامي على ما يجري في الميدان في بعض المحاور.
مجموعة مسلحة في دير الزور
بداية من دمشق وريفها حيث واصل الجيش النظامي استهداف تجمعات المسلحين في منطقة الغوطة الشرقية عبر قصف ما تبقى من مقراتهم في كل من بيت سحم والمليحة في حين اشتبكت وحدات من الجيش النظامي مع كتائب "الجيش الحر" على محور بيت سحم الذي يشهد تصعيدًا متواصلاً في العمليات العسكرية منذ أيام ، كما تصدت وحدات من الجيش السوري لمجموعات مسلحة هاجمت حاجزي تاميكو والنور في منطقة المليحة، فيما اشتبكت قوة من الجيش النظامي مع إحدى المجموعات المسلحة في منطقة حتيتة التركمان، حيث أفيد عن مقتل 3 مسلحين على الأقل.
وإلى محيط منطقة السيدة زينب، شهد محور المشتل اشتباكات متقطعة استخدمت خلالها الأسلحة المتوسطة والخفيفة كما استهدف الجيش السوري براجمات الصواريخ تحصينات ومواقع للمسلحين في كل من الذيابية والحسينية وحجيرة البلد.
أحد جرحى المسلحين
وحول الوضع الميداني في منطقة الغوطة الشرقية أفاد مصدر عسكري "المرصد السوري المستقل" بأن "العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية مستمرة منذ أكثر من شهرين، حيث تم إحكام الطوق حول المنطقة فيما تم عزل المناطق عن بعضها عبر تنفيذ سلسلة من العمليات النوعية على أكثر من محور في وقت متزامن، ناهيك عن الحزام الناري الذي نفذته المدفعية".
وأوضح المصدر نفسه أنه "بإحكام السيطرة على منطقة الغوطة الشرقية يكون العصب الرئيسي للتنظيمات المسلحين قد تم قطعه وبالتالي سيشهد ريف دمشق حالة من الأمان تنعكس على واقع الحياة في العاصمة"، مؤكدًا بأن جزءًا من المهام العسكرية في الغوطة الشرقية ينحصر بمنع المسلحين من استهداف الأماكن السكنية بقذائف الهاون وتأمين طريق مطار دمشق الدولي والحركة الملاحية في المطار".
وقال: إن "العمليات على الأرض تجري بوتيرة متسارعة وسط انهيار سريع للمجموعات المسلحة في أكثر من منطقة"، مؤكدا أن تلك المجموعات باتت محاصرة في أوكارها ولا تستطيع التنقل بين أحياء المناطق التي ما تزال تخضع لسيطرتها"، لافتًا إلى أن الطريق الدولي من دمشق إلى حمص خاصة في منطقة حرستا بريف دمشق "آمن وبالاتجاهين".
انتقالاً إلى مثلث الموت كما أطلق عليه بعض السوريين والذي يضم كل من جوبر والقابون وبرزة، استهدف الجيش السوري بمدفعيته الثقيلة وراجمات الصواريخ ما تبقى من تحصينات للمجموعات المسلحة في عمق جوبر، وشهد محور جوبر تقدمًا لقوات من الجيش السوري من جهة المتحلق الجنوبي حيث تمكنت تلك القوات من تحرير الأبنية المقابلة لجامع العدنان.
ونفى مصدر ميداني لـ"المرصد السوري المستقل" ما أشيع حول ضرب التجمع العسكري الموجود عند مقبرة جوبر وسيطرة المسلحين على كتلة الأبنية في وقت اشتبكت وحدات من الجيش النظامي مع مجموعات من "الجيش الحر" في بساتين برزة، علمًا أن منطقة برزة باتت تحت سيطرة الجيش السوري النظامي، وما تبقى من أماكن يسيطر عليها المسلحون لا تتجاوز نسبة الـ 10% من المنطقة وهي عبارة عن بساتين وأبنية سكنية قديمة حولها المسلحون لدشم وتحصينات لهم.
وإلى الغوطة الغربية استهدفت المدفعية السورية الثقيلة في الفوج 101 المجموعات المسلحة على المحاور الواقعة بعمق الأبنية السكنية بالحي الشمالي على أوتستراد الأربعين في وقت اشتبكت القوات النظامية مع عدد من المجموعات المسلحة التي حاولت التسلل من داريا عبر البساتين التي تفصلها عن المعضمية.
وفي منطقة القلمون واصل الجيش السوري عملياته، فقصف بالمدفعية الثقيلة أطراف مدينة يبرود حيث تتواجد مجموعات لـ"جبهة النصرة"، في حين استكملت وحدات من الجيش النظامي عملياتها في مدينة معلولا عبر ملاحقة المجموعات المسلحة في المناطق الجبلية المحيطة بالمدينة عند جنوب الصرخة و ضهرة ميخائيل إضافة لفندق سفير معلولا.
وأكد مصدر ميداني لـ"المرصد السوري المستقل" بأن عمليات الجيش مستمرة في مناطق القلمون، موضحًا أن "الهدف الرئيسي الآن هو فرض السيطرة على المناطق الحدودية وعزلها عن منطقة عرسال اللبنانية تحديدًا ليتم بالتالي قطع كل طرق الإمداد عن المجموعات المسلحة".
وشهدت منطقة الزبداني اليوم قصفًا مدفعيًا عنيفًا من قبل الجيش النظامي من جهة الجبل الشرقي للمدينة حيث تمت محاصرة المجموعات المسلحة في المناطق الجبلية.
انتقالاً إلى جنوب سوريا، شهدت محافظة درعا وريفها اشتباكات عنيفة في أكثر من منطقة، اندلعت إثر هجوم شنته مجموعات مسلحة بدأته ليلاً بتفجير سيارة مفخخة على مدخل منطقة الجمارك القديمة في محاولة للسيطرة على تلك المنطقة، وتمكن الجيش السوري من صد الهجمات التي تعرض لها على أكثر من نقطة وحاجز عسكري في درعا البلد.
لحظة انفجار السيارة المفخخة في درعا
وأوضح مصدر في "الجيش الحر" لـ"المرصد السوري المستقل" أن كتائب من هذا الجيش استهدفت مساء أمس بسيارة مسيرة عن بعد مدخل منقطة الجمرك القديمة، مؤكدًا أن هذه "الكتائب استطاعت أن تسيطر على جزء من تلك المنطقة"، معتبرًا أن "معركة درعا لها طابعًا استراتيجيًا لمجاورتها للأردن حيث سيتم اعتبارها قاعدة عسكرية لبدء الهجوم على العاصمة دمشق".
بالمقابل نفى مصدر في الجيش النظامي لمرصدنا، أن يكون الجيش فقد السيطرة على أي من مناطق درعا، مؤكدًا أن "ما يتم الحديث عنه حول سيطرة المجموعات المسلحة على مناطق جديدة في درعا هو مجرد شائعات هدفها التشويش على انجازات الجيش السوري في دمشق وريفها إضافة لباقي محاور القتال"، وقال: إن "المدفعية السورية تعاملت مع أحداث ليل أمس حيث بدء المسلحون حراكهم بوقت متزامن وعلى أكثر من محور فيما تصدت قوات المدرعات للمجموعات المهاجمة وردتها من حيث انطلقت".
وفي السياق نفسه أفاد مصدر محلي أن "قوات الجيش السوري المتمركزة قرب حاجز الارشادية والكتيبة المجاورة للملعب البلدي استهدفت المجموعات المسلحة في محيط جمرك درعا القديم ومحيط كتيبة الهجانة وحارة البدو حيث تدور الاشتباكات العنيفة بكافة الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة"، مؤكدًا سقوط العديد من المسلحين قتلى ومصابين. وعرف من القتلى: "خالد أبو حلاوة"، و"محمود يوسف أبو زريق"، و "مزيد أحمد منور الحسين"، و"أحمد محمد الصفدي ( أبو محمد ) وهو القائد الميداني لـ"كتيبة الشهيد لؤي البصيري"، و" أحمد فواز السلام".
واستهدفت المدفعية السورية الطريق الواصل بين مدينة جاسم وبلدة نمر في حين أعلن مقتل المدعو "عبد الله محمد الشعابين" في الأردن متأثرا بجراحه التي أصيب بها في اشتباكات مع الجيش السوري وهو مسؤول عن المشفى الميداني في منطقة طفس.
قائد "كتيبة لؤي البصيري"
وفي إدلب استهدف الطيران الحربي السوري منطقة جبل الأربعين ومعربليت بعدة غارات جوية استهدفت تحصينات المسلحين في تلك المناطق بعد أن بدء الجيش النظامي "عملية تحرير ريف إدلب".
وبالانتقال إلى محافظة حمص، فقد شهد محور السخنة في ريف تدمر اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة في وقت شهدت باقي خطوط التماس اشتباكات متقطعة استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة كما نفذ الجيش السوري كمينًا محكمًا بالقرب من منطقة حسياء نتج عن مقتل "محمد عبد الوهاب حمو" القائد المحلي في تنظيم "جبهة النصرة".
انتقالاً إلى اللاذقية وبالقرب من المناطق الحدودية مع تركيا قصف الجيش النظامي بمدفعية الدبابات مستودعات أسلحة وذخيرة في قريتي الربيعة و بيت ابلق، ما أدى إلى تدميرها ومقتل عدد من المسلحين من جنسيات عربية وأجنبية.
وفي دير الزور فجر الجيش السوري نفقًا بطول 55 مترًا أقامته المجموعات المسلحة في حي الجبيلة غرب جامع الفردوس، ما أدى إلى مقتل عدد من المسلحين بداخله، عرف منهم المدعو "خالد الميداني".
إلى مدينة الرقة حيث استهدف سلاح الجو السوري مقر "المحكمة الشرعية" في الحي الأول وسجل سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى بين صفوف المسلحين.
وفي محافظة حلب اشتبك الجيش السوري مع المجموعات المسلحة على أطراف قرية عزيزة كما استهدفت مدفعية الجيش النظامي أهدافًا وتجمعات للمسلحين في مدينة السفيرة من جهة الحي الشمالي، في وقت واصلت المجموعات المسلحة التابعة لكل من "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) و"جبهة النصرة"، معاركها مع كتائب "الجيش الحر" وعلى رأسها "لواء التوحيد"، حيث أفيد عن سقوط العديد من القتلى في صفوف الأطراف الثلاثة.