الجيش السوري يستخدم طائرات حربية من طراز ميغ- 27 في حربه مع المجموعات المسلحة
ما تزال محاور القتال في سورية تشهد عمليات عسكرية واشتباكات بين الجيش النظامي والمجموعات المسلحة بمختلف انتماءاتها، تفاوتت اليوم الثلاثاء في حدتها بين منطقة وأخرى، وأوقعت مزيدًا من الضحايا قتلى ومصابين. فيما شهدت محاور أخرى اشتباكات بين المجموعات المسلحة فيما بينها في صراع مفتوح لفرض سيطرتها ونفوذها.
منصة صاروخية تابعة لـ"لواء التوحيد" في حلب
بداية من دمشق وريفها، فقد شهد محور مخيم اليرموك القدم اليوم أعنف الاشتباكات بين القوات النظامية والمجموعات المسلحة التابعة لـ"الجيش الحر" التي حاولت التسلل من حي الجورة باتجاه محطة القطارات في القدم فيما استهدفت المدفعية السورية الثقيلة مقرات المسلحين في منطقة العسالي والقدم في وقت اشتبكت فيه "اللجان الشعبية" الفلسطينية مدعومة بإسناد مدفعي من الجيش السوري مع المجموعات المسلحة داخل مخيم اليرموك وعلى شارع 30 كما تم استهداف تجمعات المسلحين على امتداد شارع فلسطين.
وأفادنا مصدر عسكري بأن "الجيش السوري وبالتعاون مع اللجان الشعبية الفلسطينية بدأ بعملية عسكرية وعلى أكثر من محور هدفها إحكام الطوق المفروض على مناطق تواجد المسلحين وقطع طرق الإمداد من أجل عزل تلك المناطق عن باقي جبهات القتال"، مؤكدًا أن "مناطق المخيم والقدم تشكل خزانًا رئيسيًا للمسلحين من حيث تعدادهم وتدريبهم وقدراتهم القتالية". ومشيرًا إلى "أن العملية تسير كما هو مخطط لها ودون أي عوائق".
انتقالاً إلى الغوطة الشرقية فقد شهدت عدة مناطق منها اشتباكات متقطعة استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وكانت أعنفها في منطقة بيت سحم نظرًا لموقعها الاستراتيجي على طريق مطار دمشق الدولي في حين شهدت زملكا قصفًا بالراجمات الصاروخية وبشكل عنيف من جهة عين ترما والمتحلق الجنوبي.
وأفادنا مصدر في "الجيش الحر" أن النظام السوري يستخدم طائرات حربية من طراز "ميغ- 27" المصممة للطيران المنخفض والمزودة بمدفع عيار 30 ملم ومسلحة بقذائف 300 – 260 ومدفعين sppu موضحًا "أن تلك الطائرات مخصصة لضرب الأهداف الأرضية"، معتبرًا أن الهدف من استخدام هذه الطائرات "هو محاولة لكسر التوازن وإحداث اكبر قدر ممكن من التدمير للمقرات التي يتحصن بها المسلحون". مشيرًا إلى أن تلك الطائرات نفذت عدة غارات في مناطق جوبر وبرزة.
وفي منطقة الكسوة وقريبًا من طريق درعا الدولي اشتبك الجيش السوري مع مجموعة مسلحة بعدما هاجمت حاجزًا عسكريًا بالقرب من قرية الزريقية.
وفي وقت سابق شهدت منطقة قدسيا في ريف دمشق اشتباكات بين مجموعتين مسلحتين أسفرت عن مقتل 5 مسلحين، في حين تشهد المنطقة حالة من الهدوء الحذر.
وفي منطقة الغوطة الغربية شهدت مناطق المعضمية وداريا قصفًا مدفعيًا مكثفًا في حين أفادنا مصدر ميداني بأن الجيش السوري يستخدم ما أسماه بـ"سياسة القضم والهضم بحيث يتم السيطرة على الكتل السكنية وتأمينها، ومن ثم يتم منع المجموعات المسلحة من التسلل باتجاه المناطق المحررة".
أحد أحياء مدينة درعا كما بدا اليوم
انتقالاً إلى حلب فقد شهد ريفها الشرقي قصفًا صاروخيًا عنيفًا من قبل الجيش السوري النظامي استهدف تجمعات للمسلحين ومقراتهم، وذلك على وقع "معركة النهروان" التي أطلقها "الجيش الحر" في إطار الحرب التي يخوضها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، على أكثر من محور في حلب. حيث كانت "جبهة النصرة" أعلنت بدورها في وقت سابق سيطرتها على مدينة أعزاز الحدودية.
واستهدفت مدفعية الجيش السوري الثقيلة محيط مطار منغ العسكري مستهدفة المجموعات المسلحة المتمركزة بداخله فيما شهد محيط مدينة تل رفعت قصفًا صاروخيًا وغارات جوية.
وعلى صعيد متصل شهدت مناطق الجابرية ومحيط السجن المركزي ومشفى الكندي وحي الشيخ سعيد قصفًا مدفعيًا في حين استهدف الجيش السوري رتلاً لسيارات المسلحين على طريق دير حافر شمال النيرب المدفعية.
وحول آخر المستجدات الميدانية في حلب أفادنا مصدر في "اللجان الشعبية" في محافظة حلب أن اللجان وحدت كتائبها تحت اسم "كتائب أسود حلب"، في خطوة تمهد لـ"البدء بتنفيذ عمليات نوعية ضمن مدينة حلب ضد المجموعات المسلحة التي تحاول التسلل إلى المناطق الآمنة".
والجدير بالذكر أن مسؤولية الأمن في محافظة حلب قد أوكلت لكتائب حزب البعث واللجان الشعبية إضافة لبعض الأجهزة الأمنية، في حين تتفرغ قوات الجيش النظامي للعمليات العسكرية على خطوط التماس.
إلى حماة التي شهدت فترة من الهدوء النسبي خلال الأيام القليلة الماضية، اشتبكت وحدات من الجيش السوري مع مجموعة مسلحة بالقرب من دوار بلال الحبشي في وقت تصدت به قوات أخرى من الجيش النظامي لمجموعة مسلحة هاجمت حاجز الإعداد الحزبي في حي التعاونية السكني.
وفي درعا اشتبكت وحدات من الجيش النظامي مع مجموعات مسلحة من جنسيات مختلفة بالمدفعية الثقيلة ما أدى إلى تدمير راجمة صواريخ، ومقتل أفراد طاقمها، إضافة إلى مقتل عدد من المسلحين بينهم ليبيون وأردنيون، وصادر الجيش منهم أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم.
وذكر مصدر عسكري نظامي أن "وحدة من الجيش السوري قضت على عدد من المسلحين في مخيم النازحين وحى الحامدين وطريق السد بمدينة درعا"، مشيرًا إلى هوية اثنين من القتلى هما: "محمود نصر الدين الخضر" و"هاني محمد الغباغيبى"، ودمرت لهم راجمة صواريخ.
وأشار المصدر إلى أن الجيش السوري أوقع عددًا كبيرًا من المسلحين قتلى ومصابين في سلسلة عمليات نفذتها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في قرى وبلدات كفر شمس واليادودة والمزيريب وطفس وصيدا وبصر-الحرير وعتمان ومعينة وشيخ سعد وعدوان والرفيد ولحيران والزعرورة والمعلقة بريف درعا. وعرف من قتلى المسلحين: "محمد اسماعيل الجاموس"، و"قصي مصطفى الحشيش"، و"شواف عبد الحميد الهوفى" (ليبي)، و"أبو البراء الأردني" (أردني) و"حسين فيصل الشتار"، و"رزق مرعي الأسعد"، و"على عايش الشتار"، و" أحمد مدالله الرحيل"، و"أيوب محمد العتمة"، و"محمد خليل العتمة"، و"محمد مرعي الشتار". و"محمد أحمد علي المسالمة" و"أبو بكر" (لم يعرف اسمه الحقيقي).
وفي حمص أعلنت كتيبة "رايات الحق في الحولة"، مقتل قائدها المدعو "ياسين عزوز" متأثرًا بجروح كان أصيب بها خلال اشتباكات مع اللجان الشعبية في كفرنان.
وذكرت مصادر "الجيش الحر" أن الهجمات المدفعية والصاروخية التي شنها الجيش النظامي اليوم في ريف دمشق طاولت الأحياء الداخلية لمدينة الزبداني، لكنه لم يشر إلى سقوط ضحايا أو مصابين.
وقال المصدر إن الجيش النظامي عمد أيضًا إلى إغلاق الطرق المؤدية الى العاصمة دمشق ومنع الناس من المرور على حواجزه في عين عفا وغباغب، من دون أن تعرف الأسباب.