في اطار تشديد الحصار على بلدتي كفريا والفوعة، أقّر كل من مجلس القضاء في جيش الفتح ودور القضاء و’الهيئة الإسلامية’ والمجلس القضائي لحركة احرار الشام عقوبة القتل بحق اي شخص يقوم بتهريب مواد غذائية أو وقود لأي من البلدتين..
في اطار تشديد الحصار على بلدتي كفريا والفوعة، أقّر كل من "مجلس القضاء في جيش الفتح" و"دور القضاء" و"الهيئة الإسلامية" و"المجلس القضائي لحركة احرار الشام" عقوبة "القتل تعزيرا"ً بحق اي شخص يقوم بتهريب أي مادة (مواد غذائية أو وقود) لبلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين في ريف ادلب الشمالي.
وتشير الإحصائيات إلى أن عدد سكان بلدة "كفريا" يبلغ حوالي 15 ألف نسمة، بينما يبلغ عدد سكان بلدة "الفوعة" حوالي 35 ألف نسمة، أي أن مجموع عدد السكان في المدينتين يصل إلى 50 ألف نسمة، وتقع مدينة "بنش" جنوبي "الفوعة"، وتعد هذه المدينة من المناطق المتأزمة والمضطربة، وقد تكونت بها أولى الجماعات الإرهابية التكفيرية مثل جماعتي "أحرار الشام" و"جبهة النصرة". في الشمال، تجاور "كفريا" أيضاً مدينة "معرة مصرين"، وهي كمدينة "بنش" تقع تحت سيطرة الجماعات الإرهابية المسلحة، وترتبط مدينتا "الفوعة" و"كفريا"، اللتين تفصلهما مسافة ثلاثة كيلومترات- بطريق ترابي يقع تحت سيطرة الجيش السوري.
وبفشل عملية اقتحام البلدتين من قبل الجماعات الإرهابية التكفيرية، عمل على حصار كل من "الفوعة" و "كفريا"، للضغط على الأهالي وإجبارهم على الاستسلام، أو على الأقل لتسهيل احتلال هاتين المدينتين من خلال انهاك قوى الأهالي.. والآن فإن حوالي 50 ألف نسمة يقعون تحت الحصار الكامل للتكفيريين، ويعيشون في أوضاع بالغة السوء.
في هذا الإطار، قامت هذه الجماعات بالقطع الكامل لكافة خطوط نقل الماء والكهرباء والغاز، ومنع دخول كافة أنواع المواد الغذائية، والدواء والمساعدات إلى هاتين المدينتين.
من خلال ما تم ذكره عن الأوضاع الأمنية والمعيشية لبلدتي "الفوعة" و"كفريا"، يمكن إدراك الأوضاع الصحية لهما، حيث تواجه الآن المستشفى التخصصي لبلدة "الفوعة"، والمركز الصحي في مدينة "كفريا" نقصاً في الدواء والمعدات الطبية، ما صعب من علاج الأفراد المتضررين من قذائف الهاون التي تطلقها الميليشيات المسلحة بشكل عشوائي على البلدتين.
وبغض النظر عن الحصار الذي يعيش فيه سكان بلدتي "الفوعة" و"كفريا"، والذي سينتج عنه كارثة إنسانية في حال استمر، فإن سقوط هاتين البلدتين في أيدي التنظيمات التكفيرية، من قبيل "جبهة النصرة" و"جيش الفتح" سوف يخلف بدوره كارثة إنسانية أكبر بكثير من الكارثة الأولى، وذلك لإنقاذ نحو 50 ألف إنسان بريء، وإن لم يحدث ذلك، سيكون المجتمع السوري والعالم بأسره أمام كارثة إنسانية كبرى.