بعد اكثر من ثلاث سنوات من الحصار الخانق تمكن الجيش السوري واللجان الشعبية من كسر الحصار المفروض من قبل الجماعات المسلحة على بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي . الجيش تقدم في عملية نوعية من طرف قرية حردتنين التي حررت في وقت سابق، وذلك بغطاء جوي وقصف كثيف من المدفعية باتجاه قرية معرستة الخان في ريف حلب الشمالي، اخر المناطق التي تفصل قوات الجيش السوري عن البلدتين.
في حين تقدمت اللجان الشعبية المكلفة بحماية بلدتي نبل والزهراء باتجاه معرستة الخان، ليلتقي الجيش واللجان الشعبية في القرية بعد فرض السيطرة عليها بشكل كامل. تحرير قرية معرستة الخان والتقاء القوات في القرية، مهد لفتح طريق عسكري باتجاه بلدتي نبل والزهراء، يمتد من قرية باشكوي مرورا بحردتنين الى معرستة الخان وصولا الى البلدتين. كما فرض حصار من جهة الشرق والجنوب والغرب على بلدة ماير الواقعة شرق بلدة الزهراء، والتي تعتبر من اهم معاقل الجماعات الارهابية المسلحة في المنطقة.
وقطع الجيش السوري واللجان جميع خطوط الامداد القادمة من مدينة حلب الى بلدات ماير وبيانون ورتيان المجاورة لبلدتي نبل والزهراء، في حين اصبح الجيش على بعد 20 كيلو متر من الحدود التركية وقطعوا امداد المسلحين القادمة من باب السلامة الحدودي، بالاضافة الى فصل الريف الشمالي عن الريف الغربي لمدينة حلب. بلدتا نبل والزهراء والتي يبلغ عدد سكانهما مايقارب 65 الف نسمة تعرضتا لحصار خانق من قبل مسلحي احرار الشام وجبهة النصرة والجبهة الشامية، منذ ما يقارب اربع سنوات، قدم فيها اهالي البلدتين اكثر من ألف شهيد جلهم من الاطفال والشيوخ بسبب استهداف المسلحين للبلدتين بالقذائف والصواريخ اليومية، بالاضافة الى الهجمات التي شنتها الجماعات المسلحة على حدود البلدتين.
الحصار فرض وضعا انسانيا صعبا، وصل الى حد المجاعة، لا دواء ولا ماء ولا حتى رغيف خبز يشبع الاطفال، في حين لم يتم ادخال مساعدات إنسانية للمدينتين سوى مرة واحدة من قبل الهلال الأحمر، كانت معظمها خيم للنازحين وأكياس نايلون وكمية صغيرة جداً من الأدوية.