تحرير نبل والزهراء .. بين الانجازات الاستراتيجية والمواقف السياسية
عبر اهالي مدينتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي، عن فرحتهم بعد فك الجيش السوري حصار الجماعات الارهابية المسلحة المفروض منذ اكثر من 3 سنوات عليهما. فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء حقق انجازات استراتجية ابرزها قطع طريق الامدادات الرئيسة للمسلحين بين حلب وتركيا، كما حاصر مناطق تعتبر مراكز مهمة لهم. واعتبر المرصد السوري هذا التقدم الابرز في محافظة حلب منذ العام الفين واثني عشر، ومن شأنه أن يهدد مناطق سيطرة المسلحين داخل مدينة حلب.
والتقى الجيش السوري بعد فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، مع اللجان الشعبية في بلدة معرستة خان بعد تحرير القرية بالكامل، فيما حاصرت القوات المسلحين في بلدة ماير من الجنوب والشرق والغرب. وحققت عملية فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء عددا من الانجازات الاستراتجية وأدت إلى محاصرة عدد من المناطق التي تعتبر مراكز مهمة للجماعات المسلحة.
وعقب الإعلان عن فك الحصار عن مدينتي نبل والزهراء اتهم وزير الخارجية الاميركي جون كيري الدولة السورية وروسيا بالسعي الى حل الأزمة عسكريا وفق تعبيره. واشار كيري الى ان مواصلة الهجوم الذي يشنه الجيش السوري والغارات الروسية اظهرت بوضوح الرغبة لدى دمشق وموسكو بالسعي الى حل عسكري بدلا من اتاحة المجال امام التوصل الى حل سياسي. وياتي كلام كيري بعيد تحقيق الجيش السوري وحلفائه تقدما نوعيا شمالي البلاد. وقد نددت الولايات المتحدة بالغارات الروسية على مدينة حلب، معتبرة أنها تضر بعملية السلام.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي ان الغارات الروسية لا تستهدف داعش بل جماعات المعارضة (بحسب تعبيره).. من جهته، أدان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عمليات الجيش السوري وحلفائه شمال مدينة حلب معتبرا أن احكام الجيش السوري الطوق على الجماعات المسلحة في مدينة حلب هدفها خنق المدينة وفقا لتعبيره.
في حين قال غينادي غاتيلوف، نائب وزير خارجية روسيا، للصحفيين اليوم الخميس، إن "محاولاتهم (موفدي المعارضة السورية) لإحباط العملية التفاوضية بدعوى أن روسيا تواصل العملية العسكرية في سوريا، غير مقبولة".
ولا يمكن أن توقف روسيا عمليتها العسكرية في سوريا في حال من الأحوال لأن "المقصود بها محاربة الإرهاب". ولا يمكن لروسيا أن توقف محاربة الإرهاب.
وفي تصريح لإحدى القنوات الاخبارية قال امير عبداللهيان في معرض تهنئته للجيش والشعب السوري بفك حصار الارهابيين التكفيريين لبلدتي نبل والزهراء، ان حصار هاتينالبلدتين الذي استغرق 4 سنوات وعدم السماح بارسال المساعدات الانسانية للاهالي والنساء والاطفال جسّد النوازع الوحشية للارهابيين في هذه المنطقة.
واكدامير عبداللهيان، ان الارهابيين لا مكان لهم في مستقبل سوريا وقال ان الحوار السياسي السوري في جنيف برعاية اممية بين ممثلي الحكومة والمعارضة المؤمنة بالحل السياسي المقرون بالتصدي الجاد للارهاب يعد الخيار الاساسي امام سوريا.