المرصد السوري المستقل

http://syriaobserver.org

أمن
تصغير الخط تكبير الخط طباعة الصفحة
ريف حلب الشمالي إلى أين؟
انطلقت العملية العسكرية الكبرى للجيش السوري في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بعد سبعة أيام من بدء العملية العسكرية الروسية في سوريا.

وقد بدا واضحا منذ ذلك الحين التركيز العسكري: أولا على ريف اللاذقية الشمالي، وثانيا على ريفي حلب الجنوبي، حيث ينتشر "جيش الفتح"، وحلب الشرقي، حيث ينتشر تنظيم "داعش".

وإن الإنجازات، التي حققها الجيش في ريفي حلب، سمحت له منذ أسابيع بفتح معركة الريف الشمالي للمدينة، التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من سقوطها في قبضة الجيش، وتشكل استعادة السيطرة على نبل والزهراء المحاصرتين، من قبضة الفصائل المسلحة، الإنجاز الأكبر للجيش السوري.

 وتكشف السيطرة على هاتين البلدتين.. تكشف حقيقة الوضع الميداني في ريف حلب الشمالي، ومدى التراجع الحاصل في قوة الفصائل المسلحة.

 ومن شأن السيطرة على هاتين القريتين إعطاء الجيش قوة معنوية وعسكرية، حيث سيتطوع ألوف الشباب للقتال في الجيش انتقاما لسنوات الحصار السابقة، الأمر الذي سيسرِّع عملية استكمال توسع الجيش في الريف الشمالي.

 كما أن السيطرة على نبل والزهراء ستمنح الجيش السوري القدرة على فصل ريف حلب الشمالي عن الريف الغربي المتصل بحلب المدينة، وتحييد إحدى البوابات التركية المفتوحة من أعزاز عن القرى الواقعة جنوب الخط المسيطر عليه حديثاً، باتجاه نبل والزهراء، بحسب مراقبين.

 وكان طبيعيا أن تتم السيطرة على دوير الزيتون (شرق باشكوي)، ثم التقدم باتجاه تل جبين المشرفة على حردتنين ورتيان، والسيطرة بعد ذلك على قرية حردتنين ومنطقة المداجن المجاورة لبلدة رتيان.

 وقد تقدم الجيش من محاور دوير الزيتون وتل جبين، مدعوما بقصف صاروخي من مواقع قوات الجيش في قرية باشكوي، وتعدُّ قرية رتيان - القرية الوحيدة، التي تفصل القوات الحكومية المرابطة في حردتنين وباشكوي وتل وجبين، عن بلدتي نبل والزهراء. وإذا ما نجح الجيش في السيطرة على رتيان وبيانون، فإن الريف الشمالي يكون قد قُسم إلى قسمين، حيث تقع القرية تقريبا في الوسط بين مدينة حلب ومدينة اعزاز في الريف الشمالي.

 ويحاول الجيش الآن السيطرة على قرية معرتسة، التي يمر منها الطريق الوحيد، الخاضع لسيطرة الفصائل المقاتلة، لربط قرى وبلدت الريف الشمالي بعضها ببعض.

 ولريف حلب الشمالي أهميته الخاصة، من حيث ملاصقته الحدود التركية، وليس معروفا ماذا سيكون رد الفعل التركي إن خسرت الفصائل المسلحة الريف بأكمله، ليكون الريف الثاني بعد ريف اللاذقية الشمالي، الذي يغلق في وجه الأتراك؟

 غير أنه، وعلى ما يبدو من مسار المعارك العسكرية في الريف الشمالي من جهة، والتفاهمات الدولية بين تركيا وحلفائها الغربيين من جهة ثانية، والعملية العسكرية الروسية، التي قلبت الأمور رأسا على عقب من جهة ثالثة.. لا يبدو الأتراك في وضع مريح، والخيارات أمامهم شبه معدومة.

 وأمام هذا الواقع، تبدو الفصائل المسلحة في حيرة من أمرها، بين تعزيز قواتها في ريفي حلب الشمالي والجنوبي، وهذه عملية صعبة، في ظل المسافة البعيدة بينهما، والتي تتوسط فيها قوات للجيش السوري وقوات لـ "داعش" من ناحية الشرق، وقوات الحماية الكردية من ناحية الغرب، وبين الرجوع إلى القواعد الخلفية في إدلب وتعزيز تواجدها هناك؛ لكن هذه الخطوة قد تنعكس سلبا عليهم، لأن المعركة الكبرى بعد حلب ستكون في محافظة إدلب.

 وقد سيطر الجيش على بلدة الحاضر في الريف الجنوبي، والتي تشكل قاعدة الانطلاق نحو مطار أبو ضهور العسكري، تمهيدا للانطلاق نحو بلدتي كفريا والفوعة في محافظة إدلب، وهما هدفان رئيسيان للجيش.

 وبسيطرة الجيش على خان طومان في الريف الجنوبي، يكون قد طوق الفصائل المسلحة، وأجبرها على التراجع إلى ما وراء الطريق الرئيس، الرابط بين حلب وسراقب من ناحية الغرب، وقطع طرق الإمداد الرئيسي للفصائل المسلحة، ونجح في تأمين مدينة حلب من بوابتها الجنوبية الغربية.

08:49 2016/02/04 : أضيف بتاريخ







 
المرصد السوري المستقل