بعد ريف اللاذقية الشمالي.. الجيش يستكمل فتح جبهات حلب
بعد سيطرته على مدينة سلمى في جبل الأكراد وربيعة في جبل التركمان، أصبح الجيش السوري قاب قوسين أو أدنى من إخراج ريف اللاذقية الشمالي من دائرة الصراع.
الخطوة العسكرية المقبلة لن تكون في إدلب، بل في محافظة حلب لإخراجها هي الأخرى من دائرة الصراع وإضعاف القبضة التركية على الحدود الشمالية الغربية، تمهيدا للمعركة الكبرى في محافظة إدلب، وقد بدت الاستعدادات العسكرية للجيش وداعميه واضحة خلال الأيام الماضية.
المعارك في حلب تختلف عن غيرها من المناطق السورية، من جهة المساحة الواسعة والثقل الديمغرافي، ومن جهة الأعداد الكبيرة للقوى المقاتلة، ولذلك قسم الجيش السوري حلب إلى أربع مناطق عسكرية.
1ـ المنطقة الأولى ريف حلب الجنوبي (جيش الفتح)
2ـ ريف حلب الشرقي وريف حلب الشمالي الشرقي (داعش)
3ـ ريف حلب الشمالي الغربي (جيش الفتح)
4ـ مدينة حلب (جيش الفتح، وفصائل أخرى) ريف حلب الجنوبي
يشهد الريف الجنوبي حالة كر وفر بين الجيش السوري والقوات الرديفة له من جهة و"جيش الفتح" من جهة ثانية، لكن الغلبة تسير ببطء لمصلحة الجيش الذي استطاع تعزيز وجوده في منطقة جبل عزّان المهم خلال الأيام الأخيرة، وتمكن من السيطرة على بلدتي زيتان والقلعجية قبل أسبوع، الأمر الذي مكنه من تأمين محور بلدتي خلصة وحميرة، على الرغم من صمود الفصائل المسلحة في أكثر من موقع، ولا سيما في خان طومان وكفر أبيش.
معركة الريف الجنوبي تعدُّ ذات أهمية استراتيجية لمحاذاتها محافظة إدلب، ومن دون السيطرة على كامل ريف حلب الجنوبي لا إمكانية لفتح معركة إدلب؛ لكن الأمر يتطلب أولا السيطرة على ريفي حلب الشرقي والشمالي لإخراج داعش من المنطقة، وبالتالي لا يمكن فصل جبهات القتال في أرياف حلب عن بعضها بعضا على الرغم من بعدها الجغرافي.
بالنسبة إلى الجيش، لا بد من ربط ريفي حلب الشرقي والجنوبي معا، وربط الريف الجنوبي بمدينة حلب، وهي المهمة التي ستلقى على عاتق الجيش أثناء الشهر المقبل.
ريف حلب الشرقي
سيطر الجيش على قرية تل حطابات شمال مطار كويرس العسكري التي كان يتحصن فيها مقاتلون من تنظيم "داعش" الإرهابي، واستعاد السيطرة على قرية شويلخ شمالَ بلدة حميمة كبيرة وبلدة وديعة الاستراتيجية بالقرب من عين الحمش والجماجمة بعد معاركَ مع مسلحي داعش، في وقت يستعد فيه الجيش لتوسيع مساحات سيطرته لتشمل الشيخ نجار الصناعية على مشارف حلب.
وبهذا التقدم يكون الجيش قد أصبح على مسافة كيلومترات من المحطة الحرارية الأهم في الريف الشرقي، التي تشكل مع مدينة الباب الهدفين الأكبرين في المرحلة المقبلة.
تعدُّ مدينة الباب المعقل الاهم لـ "داعش" في الريف الشرقي، وتتجاوز السيطرة عليها مسألة إخراج التنظيم من هناك، ذلك أن السيطرة على الباب تمكن الجيش من الوقوف على منطقة استراتيجية، فهي تعدُّ بوابة تفصل بين مدينة حلب والريف الشمالي الشرقي، وبوابة تفصل بين الريف الشمالي الشرقي والريف الشرقي، فضلا عن قربها من الرقة.
ويبدو من سياق التطورات العسكرية أن معركة الباب ستكون في مصلحة الجيش، بعدما تبين أن "داعش" لا ينوي البقاء في المدينة، حيث قام خلال الشهر الماضي بعمليات ترحيل للعائلات، نتيجة إدراكه أنه لن يسمح له بالبقاء في ريف حلب الشمالي والشرقي.
ومن شأن السيطرة على الباب أن تغير المعادلة العسكرية في محافظة اعتُبرت أكثر المحافظات تعقيدا لجهة القوى العسكرية المتقاتلة التي حالت على مدار السنوات الثلاث الماضية دون حسم المعركة لمصلحة أي طرف. ريف حلب الشمالي
ينقسم ريف حلب الشمالي إلى قسمين: الأول شرقي ويوجد فيه مسلحو داعش، والثاني غربي وينتشر فيه "جيش الفتح" وفصائل أخرى.
المعارك في الريف الشمالي تتوزع بين والجيش السوري و"داعش"، وفصائل مسلحة أخرى، بالإضافة إلى وحدات الحماية الكردية.
وهي المهمة التي بدأ المسلحون الانتباه إليها مؤخرا، ودفعت "جبهة النصرة" إلى تعزيز تواجدها في الطرف الشرقي للمدينة تحسبا لأي هجوم مضاد من الجيش السوري.
ونجح الجيش خلال الفترة الأخيرة من التمركز في باشكوي ومن الوصول إلى مشارف خان العسل بالريف الغربي، تمهيدا لاستكمال حصاره للمناطق في الريف الشمالي الغربي.
ويسعى الجيش، بعد استكمال سيطرته على الريف الشمالي الشرقي، لتطويق الإرهابيين بالتعاون مع وحدات الحماية الكردية المنتشرة في الريف الغربي لحلب، تمهيدا لفصل مدينة حلب عن أريافها الأربعة، وهي المهمة الكبرى قبيل حصار حلب.