تناقلت تنسيقيات المعارضة على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي أن هيئة جديدة تم تشكيلها مؤخراً في محاولة لتوحيد الفصائل المسلحة في سوريا ضمن جسم واحد، ولكنها باءت بالفشل بعد أن واجهت اعترضاً من جبهة النصرة التي بدأت بالمماطلة ومن ثم انتقلت لطرح مبادرة توحد أخرى على طريقتها، إضافة لرفض "الجولاني" طلب العديد من الفصائل فك ارتباط تنظيمه بالقاعدة. وأوضحت تنسيقيات المعارضة أن مجموعة من "الشخصيات المستقلة" شكلوا ما يسمى بـ "مجلس شورى أهل العلم" قبل أيام، كمبادرة تهدف إلى توحيد الفصائل المسلحة، انبثق عنها لجنة مهمتها التواصل مع قادة الجماعات وعرض تفاصيل المبادرة عليهم وتنسيق الجهود والمواقف بشأنها، والتي وضعت شرطاً أساسياً لعملها يقوم على فضح الجماعات التي تعرقل نجاح المبادرة وعزلها شعبياَ وإعلامياً.
وتواصلت اللجنة المذكورة مع كافة الجماعات المسلحة في الشمال السوري والتي أبدت تحمسها وموافقتها على المبادرة دون شروط، إلاّ أن اللجنة وجدت مماطلة من المعنيين في جبهة النصرة، لاسيما مع اشتراط الفصائل على اللجنة أن تفك النصرة ارتباطها بتنظيم القاعدة كشرط لأي خطوة توحّد، في حين قابلت النصرة شرط الفصائل بتوضيح موقفهم من مؤتمر الرياض للمعارضة، الشرط الذي لاقى رفضاً من اللجنة والفصائل المسلحة بوصفه "امتحان لعقيدة الجماعات ومناورة". وذكرت التنسيقيات أنّ اللجنة المذكورة طلبت حضور اجتماع عاجل لجميع فصائل "جيش الفتح"، الطلب الذي لاقى رفضاً من النصرة، و لكن سرعان ما رضخت لضغوط "حركة أحرار الشام" و فصائل أخرى، لكن "أمير جبهة النصرة" جاء بمبادرة جديدة تهدف إلى توحد فصائل "جيش الفتح" فقط خلال الاجتماع المذكور، ترتكز على عدد من الشروط وهي "تحكيم الشريعة، رفض العملية السياسة، حماية المهاجرين (المسلحين من الجنسيات الأجنبية)، توحيد الإمارة والقضاء" كما أعلن الجولاني في الاجتماع أنه سيتنازل عن "الإمارة واسم الجماعة" في سبيل التوحد الأمر الذي قابله موقف متخبط من فصائل "جيش الفتح"، فقسم أبدى موافقة مبدئية وقسم اشترط فك ارتباط النصرة بالقاعدة وقسم لم يعطِ موقف واضح.
وبيّنت التغريدات رفض الجولاني شرط فك ارتباط النصرة بالقاعدة ، واقترح إخراج بيان بعدم ارتبط الكيان الجديد بأي جهة خارجية دون التدليل على القاعدة، واعتبرت تنسيقيات المعارضة أن رفض النصرة فك ارتباطها بالقاعدة يعود لمعرفة الجولاني أن فك الارتباط يعني انشقاق أعداد كبيرة من عناصر النصرة والتحاقهم بتنظيم داعش. وهاجمت تنسيقيات المسلحين المقربة من "حركة أحرار الشام" جبهة النصرة، معتبرةً أنّ طرح الجولاني لـ "مبادرة ضرار" جديدة محاولة للتشويش على مبادرة "الشخصيات المستقلة" وهروب إلى الأمام للتخلص من الضغوط والاحراج ؟!، كما أن الجولاني بفعله يقدم مصلحة النصرة على مصلحة "الثورة" من خلال رفضه فك الارتباط عن القاعدة، كما أنّ الجولاني يخالف بهذا أوامر الظواهري في رسالته الأخيرة حول ضرورة "التوحد وعدم جعل اسم القاعدة عائقا في سبيل ذلك" ؟! وأكدت التنسيقيات أنه من واجب اللجنة المذكورة اخراج بيان واضح تبين فيه من يعيق مساعي التوحد ويقدم مصلحته؟! ووجهت رسالة إلى "النصرة" مفادها "اعلموا انكم ستحاسبون أمام الله و الأمة والتاريخ".
إلى ذلك بدأت حملة عنيفة على صفحات التواصل الاجتماعي من قبل حسابات مقربة من جبهة النصرة اتهموا فيها تنسيقيات المعارضة بأنها تسعى لشق الصف بين الفصائل المقاتلة في سوريا.