وصل الجيش السوري وقواته الرديفة إلى أعتاب مدينة "الباب" في شمال حلب، والتي تعتبر من أكبر معاقل تجمعات إرهابيي "داعش" في الريف الشمالي الشرقي السوري، وذلك بعد تحريره لعشرات القرى في ريف حلب، وفك حصار مطار "كويرس" العسكري، قاعدة انطلاق العمليات الواسعة إلى المحاور العميقة.
تحرير الجيش السوري لمدينة "سلمى" الاستراتيجية في شمال اللاذقية، كان مفتاحاً هاماً للدخول إلى أرياف إدلب وحلب المجاورين، حيث لم تتوقف عمليات الجيش السوري فيها.
وبعد توغله في عمق الريف الشمالي والشرقي لحلب، وسيطرته على قرية "نجارة"، أصبح على بعد أقل من 7 كيلومتر من "مدينة الباب" بشمال ريف حلب، والتي يعتبرها عناصر "داعش" عاصمة "الدولة الإسلامية" في العراق والشام. سيطرة واسعة
وأفاد مصدر ميداني، الثلاثاء، بأنه "بعد إحكام الطوق على بلدات مرج خوخة والشيخ خليل من الجهة الشمالية الشرقية للاذقية وحلب، تمكنت القوات الحكومية السورية من تحقيق الارتباط والتواصل بين الجبهات العديدة، التي يقاتل فيها الجيش السوري، وذلك لأن العملية الهجومية الاستراتيجية كانت متجهة نحو الشمال السوري، بشكل خاص".
وأضاف، "بعد السيطرة على الجبهة الشمالية للاذقية والجبهة الشمالية لحماة والجنوبية لحلب وجبهة إدلب وجسر الشغور وعلى تلال هامة مثل (1112) و(1023)، أصبح الطريق مفتوحاً للتوسع في محور سهل الغاب وأرياف حلب.
وتابع، "وصل الجيش إلى قرية خان طومان، المهمة جداً، في الريف الشرقي لحلب".
وأفاد المصدر بأن الجيش توغل في ريف حلب وسيطر على شربع وتل شربع الاستراتيجيين، وواصل التقدم في بلدات مسكنة وحزازين وكفر حريمين، ما ساعد في إحكام السيطرة على محاور عميقة جداً في الريف الحلبي، حتى وقعت المفاجأة بدخول مدينة "نجارة" على محور "الباب"، والسيطرة على عيشة وسريب وعين بيضا في المحور نفسه، ليصبح على أعتاب مدينة "الباب" الاستراتيجية، ذات الأهمية الأكبر في التأثير على سير المعارك بريف حلب.
وأردف المصدر، "بعد كل هذا التقدم أصبح الجيش يبعد أقل من 7 كيلومترات عن مدينة الباب، وسط حالة من انهيار المعنويات بين إرهابيي "داعش" في الباب وما حولها، لعدم إدراك سرعة وصول القوات الحكومية السورية إلى مقربة من المدينة، وتدمير كل التحصينات التي بنيت خلال 3 سنوات ماضية… ومن المتوقع أن يشرع التنظيم في استخدام المدنيين دروعاً بشرية، خوفاً من عمليات مشاة الجيش السوري في محور المدينة، قبل اقتحامها، وبعد تقدمه سابقاً في محورين هامين، هما دير حافر والباب".
وأكمل، "العديد من الدواعش هربوا إلى مناطق الطبقة وغيرها من المناطق، التي كانوا يتحصنون فيها، خوفاً من استهداف الطيران الحربي الروسي والسوري".
وأكد المصدر، أن الطيران الحربي الروسي والسوري، نفذ حوالي 15 غارة على مواقع المسلحين في مدينة الباب ومحيطها، وأوقع عشرات القتلى بين صفوفهم، وخصوصاً الفارين منهم خارج المدينة وإلى الحدود التركية.
وأشار إلى بدء ترحيل المسلحين لأهاليهم خارج سوريا، من مناطق أريحا و"الباب" والمناطق الشمالية والشرقية من حلب وإدلب، وخصوصاً إلى تركيا، عقب الاشتباكات العنيفة، التي من المتوقع أن تشهدها هذه القرى، في الأوقات القريبة القادمة.
أهمية الباب
وتحدث المصدر الميداني عن أهمية مدينة "الباب"، كونها تشكل إحدى البوابات الهامة على الحدود مع تركيا، وأن السيطرة على الريف الشمالي بشكل كامل، يعني إغلاق معبر إعزاز، والذي يمكن الجيش من إقامة الارتباط مع وحداته في المنطقة الصناعية وحريتان وحيان وحندرات، أي التقاء القوات الحكومية السورية بعشرات النقاط بشكل مباشر.
وقال، "بإغلاق المعابر والسيطرة على الباب، تكون قطعت تماماً خطوط وشرايين إمداد التسليح الحربي واللوجستي للإرهابيين المنضويين تحت فصائل عديدة، كتنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" و"الجيش الحر" و"أحرار الشام"، والعديد من الفصائل".
إغلاق المعابر
وأوضح المصدر، أن تحرير دير حافر و"الباب"، أصبح مسألة وقت، وبتحريرها يكون الجيش السوري قد وصل إلى المرحلة النهائية، حيث سيغلق الحدود نهائياً مع تركيا من جهة ربيعة باتجاه اللاذقية، وعبر حلب، من جهة عفرين وإعزاز وباب الهوى.
وثمن المصدر التنسيق المشترك والمدروس جداً بين القوات البرية للجيش السوري، والطيران الحربي الروسي والسوري، ما ساعد بشكل مباشر على السيطرة السريعة والكثيفة جداً على مئات الكيلومترات في طول وعرض البلاد.