رغم القبض على 15 لاجئا عقب أحداث التحرش بألمانيات ليلة رأس السنة لا يزال الجدل محتدما حول حقيقة تورطهم وإمكانية توظيف فعلهم المشين لتشويه صورة اللاجئين وأنغيلا ميركل على حد سواء.
حتى اللحظة لم تصدر اعترافات ولا اتهامات رسمية، فيما راحت وسائل الإعلام تنسج قصصا وتبرز عناوين رنانة لحادثة كان أبطالها وضحاياها "سكرى" ليلة رأس السنة.
وتناولت الصحف الألمانية والأوروبية حوادث الاعتداء الجنسي بكثافة شديدة لتربط تعليقات بعض منها بين هذه الحوادث وبين اللاجئين بالرغم من أن تحقيقات الشرطة الألمانية مع الموقوفين لم تذهب في هذا الاتجاه بعد.
كما لم تجد عدة صحف أوروبية حرجا في وضع السياسة التي تتبعها ميركل بخصوص اللاجئين في قفص الاتهام.
صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قالت إن بعض اللاجئين كانوا يسخرون من رجال الشرطة الذين حاولوا السيطرة على العصابة البشعة التي حولت وسط مدينة كولونيا الألمانية إلى "مرحاض مفتوح" لا يخضع للقانون، فقامت بالسرقة والتحرش ووصلت حد الاغتصاب.
وذكرت في تقرير لها أن اللاجئين كانوا يطلبون من أفراد الشرطة معاملتهم بلطف لأن المستشار الألمانية قامت بدعوتهم، وقال أحد الموقوفين: "أنا سوري، يجب أن أعامل بلطف، فالسيدة ميركل دعتني إلى هنا".
كما قالت الصحيفة إن أفراد العصابة قاموا بتمزيق تراخيص إقاماتهم المؤقتة في ألمانيا ورموها في وجه ضباط الشرطة الذين حاولوا خلال ليلة رأس السنة استعادة السيطرة على الشوارع في ظل مهاجمتهم بالألعاب النارية والقناني الفارغة من قبل حوالي 1000 لاجئ "سكارى".
صحيفة "بيلد" الألمانية نقلت عن رجل شرطة قوله: "كان عدد اللاجئين المشاركين في أعمال الشغب صادما، ولم يتعامل مع الشرطة بهذا القدر من قلة الاحترام خلال السنوات 29 التي قضيتها في الخدمة".
ورغم أن رئيس شرطة كولونيا، وولفغانغ ألبيرز، قال إنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن أولئك الذين قاموا بالاعتداءات الجنسية في ليلة رأس السنة كانوا من اللاجئين، إلى أن أحد ضباط الشرطة قال لصحيفة "إكسبرس نيوز" "لقد اعتقلنا 15 شخصا، وهؤلاء لم يمض على وصولهم إلى ألمانيا أكثر من أيام أو أسابيع.
وأضاف "بين هؤلاء الموقوفين يوجد 14 سوريا وأفغاني واحد.. هذه هي الحقيقة، حتى وإن كانت مؤلمة.. كانت هناك امرأة تبكي بجانبي لأن العصابة جردتها من ملابسها الداخلية.. لقد كان المشهد صادما".
من جهتها، كتبت صحيفة "دي تسايت" الأسبوعية الألمانية: "بدت ليلة رأس السنة ككابوس أكد القلق السائد بشأن رجال يعيشون بيننا، رجال معادين للسامية، ويحتقرون المثليين والنساء. وبالرغم من أنه لم يتم إثبات شيء من ذلك لحد الآن، لا من خلال حالة كولونيا أو حالات أخرى، إلا أن القلق واضح سواء لدى الشرطة أو الساسة أو وسائل الإعلام".
وأوضحت صحيفة "نويه أوسنابريكه تسايتونغ" الألمانية أن إلقاء القبض على بعض الجناة لا يكفي، مؤكدة ضرورة تسليط الضوء على كافة جوانب هذه القضية.
بدورها، قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن "هذه الأحداث تؤكد التوترات التي تخترق المجتمع الألماني تجاه سياسة الأبواب المفتوحة التي تنتهجها أنغيلا ميركل.. والتي أدت إلى قدوم أكثر من مليون لاجئ خلال العام الماضي، إضافة إلى الآلاف الذين يدخلون البلاد كل يوم".
فيما رأت صحيفة "التايمز" المحافظة في تلك الاعتداءات "رد فعل مضاد ضد استقبال مليون ومائة ألف طالب لجوء".
في غضون ذلك، تصاعد الجدل في ألمانيا بشأن تناول حادثة الاعتداءات الجنسية الجماعية حيث تتجه أصابع الاتهام للشرطة ووسائل الإعلام بتبنيهم سياسة التعتيم، بسبب مخاوف من تأجيج المشاعر المعادية للأجانب في ظل أزمة المهاجرين.
وسلطت تلك الحوادث الضوء على التوترات المحتدمة في المجتمع الألماني، في أعقاب سياسة "الباب المفتوح، المثيرة للجدل، والتي انتهجتها المستشارة الألمانية تجاه اللاجئين.
وبلغت أعداد اللاجئين الذين وصلوا ألمانيا أكثر من مليون شخص خلال 12 شهرا الماضية، فضلا عن آلاف يتوافدون كل يوم.