بعد سيطرة الجماعات المسلحة على مدينة إدلب، تم إطباق الحصار الكامل على بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب الشمالي الشرقي في 24/3/2015.
حصار يترافق مع قصف بقذائف مختلفة الانواع والأحجام منذ الأيام الاولى، فانعدمت المواد الغذائية والدوائية، وعملت المجموعات المسلحة وخصوصاً "جيش الفتح " على تجويع البلدتين بشكل متعمد ومدروس. ضُربت البنى التحتية للبلدتين ودُمرت مرافقهما العامة، فقصف خزان المياه الوحيد والمغذي لكفريا والفوعة، كما احرقت المحاصيل الزراعية، وضربت شبكات الكهرباء. الحصار والتجويع ترافقا مع شنّ المجموعات المسلحة هجمات مكثفة ومتتابعة اوقعت مئات القتلى من النساء والأطفال والشيوخ فضلا عن سقوط مئات الجرحى والمعوقين الذين فقدوا اطرافهم، وتمت معالجتهم من دون تخدير.
اكثر من 600 ضحية بينهم اطفال ونساء وشيوخ هي حصيلة المواجهات والحصار المفروض على البلدتين. دمار كبير في الأحياء السكنية مع حلول فصل الشتاء البارد، وانتشار الامراض المعدية وحالات الاسهال لدى الاطفال خصوصا حديثي الولادة، وفقدان ادوية الامراض المستعصية والعلاج الدائم.
هذه المعاناة المتفاقمة لـ 25 الف نسمة داخل الفوعة وكفريا من أصل 43 ألف جراء الحصار لم تنته، وهي متواصلة بالرغم من التوصل لهدنة في الفوعة وكفريا والزبداني، ولم يخفف من حجم المعاناة دخول بعض المساعدات التي تكفي لعدة ايام فقط، بينما تصر المجموعات المسلحة على منع دخول المساعدات الانسانية، لا بل، إن مسؤولي هذه المجموعوات يواصلون التحريض لاحراق واقتحام الفوعة وكفريا اللتين لم تستطع الاعداد الكبيرة من الانغماسيين من اختراق دفاعاتها او ان تنال من عزيمة الصمود لدى ابنائها ..