ثلاث سنوات ونصف السنة مضت على حصار نبل والزهراء، وما زال أهلها صامدين مقاومين.
مدينتا نبل والزهراء الواقعتان في الشمال السوري، تتبعان إداريا لمنطقة اعزاز في ريف حلب الشمالي، ويبلغ عدد سكانهما حوالي 70 ألف نسمة، ويمكن القول ان كل شخص في المدينتين كان سبباً في الصمود والمقاومة برغم كل المعاناة. عشرات آلاف القذائف الصاروخية والمدفعية، استهدفت الاحياء السكنية في المدينتين، ذهب ضحيتها مئات القتلى والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ حيث فاق عدد القتلى الـ 500 .
ثلاث سنوات ونصف من الحصار ولم نشهد إدخال مساعدات إنسانية للمدينتين سوى مرة واحدة من قبل الهلال الأحمر، كانت معظمها خيم للاجئين وأكياس نايلون وكمية صغيرة جداً من الأدوية. ثلاث سنوات ونصف من الحصار، ولم يسمع أهالي نبل والزهراء بهدنة لوقف نزيف الدماء في هاتين المدينتين، والفتك ببراءة الطفولة، وحصد الأرواح بالقصف الهمجي من جهة، او نتيجة النقص الحاد في الأدوية والمواد الإسعافية والتمونية من جهة آخرى. ثلاث سنوات ونصف من الحصار وأهالي البلدتين يعانون من برد الشتاء وحر الصيف وغلاء الأسعار ونقص في طعام الأطفال والرضع الذين أُزهقت أرواح العشرات منهم خصوصا حديثي الولادة!
ثلاث سنوات ونصف السنة مضت والعالم يدير ضهره لمأساة هؤلاء لكنهم مع كل هذا التجاهل، صامدون رغم الحصار .