موسكو 2016: لا مكان لـجيش الإسلام وأحرار الشام في المفاوضات
على أبواب العام المقبل الذي سيشهد شهره الأول اللقاء التفاوضي بين طرفي الحرب السورية، وضع سيرغي لافروف «فيتو» على مشاركة «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» في المفاوضات، وهما التنظيمان اللذان رعتهما السعودية، وخلفها تركيا، لتدفع بهما نحو المشروعية الدولية، وبالتالي المشاركة في صنع مستقبل سوريا بالتوازي مع عملهما العسكري الضخم. تصريح الوزير الروسي قد يدفع الأمم المتحدة إلى تأجيل إضافي لموعد اللقاء، ليعود الاشتباك السياسي الدولي إلى المربع الأول، في وقت ينتظر فيه الجميع التغيّرات في الميدان... حيث العين والمآل.
اختصر الوزير الروسي سيرغي لافروف كلّ الأدبيات والتصريحات الدبلوماسية الروسية في سنة 2015، بمقابلة تلفزيونية. لم يقف عند حدّ اتهام واشنطن و«الناتو» بازدواجية المعايير والتقصير في حلّ العديد من الأزمات الدولية، وعلى رأسها الحرب في سوريا وأوكرانيا ومكافحة الإرهاب، بل كرّر بنحو قاطع موقف بلاده من مسائل خلافية، أهمها مصير الرئيس بشار الأسد. كذلك، بدا رأس الدبلوماسية الروسي كمن يطيح لقاء «فيينا 3» المرتقب أواخر الشهر المقبل بين وفد حكومي سوري والوفد المعارض. لافروف رأى أنّ «حركة أحرار الشام» و«جيش الإسلام» تنظيمان إرهابيان لا مكان لهما على طاولة المفاوضات، وهاتان المنظمتان تشكلان رأس الحربة العسكري لرعاة المعارضة السورية الإقليميين، وعلى رأسهم السعودية وتركيا.
فالرياض التي اعتبرت أنها نجحت في «تصدير» وفد مفاوض على قياسها تقف اليوم - إلى جانب حلفائها الإقليميين والغربيين - أمام معضلة تتخطّى توسعة الوفد المعارض ليشمل «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي والمعارضيْن هيثم مناع وقدري جميل، بل هي اليوم أمام «نسف» روسي لمؤتمرها الأخير للمعارضة السورية.