موسكو: على واشنطن أن تراجع سياستها حول سوريا والتخلي عن تقسيم الإرهابيين إلى أخيار وأشرار
أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أسفها لكون واشنطن غير مستعدة لإقامة تنسيق شامل مع العسكريين الروس في محاربة "داعش"، داعية إياها إلى الكف عن تقسيم الإرهابيين إلى "أخيار" و"أشرار".
وأوضحت الوزارة في بيان أصدرته الاثنين تعليقا على تصريحات لبعض المسؤولين الأمريكيين حول زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى موسكو الثلاثاء: "للأسف الشديد، حتى بعد الهجوم الإرهابي على طائرة الركاب الروسية(في سيناء) يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول، لم تبد الولايات المتحدة استعدادا لإقامة تنسيق متكامل معنا في محاربة "داعش". وأعادت الوزارة إلى الأذهان أن وزارتي الدفاع في البلدين وقعتا مذكرة تفاهم حول ضمان أمن تحليقات الطيران الحربي في الأجواء السورية، لكن واشنطن التي أخذت على عاتقها المسؤولة عن تصرفات طائرات التحالف الدولي برمته، فشلت في الوفاء بمسؤوليتها هذه فيما يخص حادثة إسقاط قاذفة "سو-24" الروسية من قبل سلاح الجو التركي يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأكدت الوزارة أن الجانب الروسي مستعد للتعاون البناء مع واشنطن، لكن مثل هذا التعاون ممكن فقط على أساس مبادئ التكافؤ والاحترام المتبادل. وجاء في البيان أن موسكو لدى تحديد المجالات للتعاون مع الأمريكيين، تسترشد بمصالحها حصريا، بما في ذلك مهام تعزيز الأمن الروسي والدولي. وشددت الوزارة على أن موسكو تنطلق من هذا المبدأ بالذات لدى التعامل مع الأزمة السورية، في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن حشد التأييد لمقارباتها التي لا تتوافق في بعض الأحيان مع القانون الدولي. وأعربت موسكو عن أملها في أن يقدم وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارته إلى موسكو التوضيحات الضرورية حول المواقف الأمريكية من الأزمة السورية، وشددت قائلة: "إننا سنواصل إصرارنا في المستقبل على ضرورة أن تراجع الإدارة الأمريكية سياستها التي تعتمد على السعي إلى تقسيم الإرهابيين إلى "اشرار و"أخيار".
واستغربت الخارجية الروسية من تصريحات المسؤولين الأمريكيين عن "عزلة روسيا" في الساحة الدولية، وذلك في الوقت الذي يقوم فيه جون كيري بثاني زيارة له إلى روسيا خلال 7 أشهر. وكشفت أن الزيارة الجديدة، مثل الزيارة الأخيرة التي قام بها الوزير الأمريكي في مايو/أيار الماضي، تأتي تلبية لطلب ملح من الجانب الأمريكي.