شحنات صواريخ سعودية لـتجمع صقور الغاب وأخرى قطرية لـجيش الفتح في سوريا
علمت «القدس العربي»، من مصادر خاصة، أن "تجمع صقور الغاب" قد يكون الفصيل الوحيد الذي ما زال بحوزته أعداد كبيرة من صواريخ «تاو» المضادة للدروع، فيما ما زال بعض الفصائل يمتلك أعداد لا تذكر مع شح في الذخيرة بعد أن توقفت الدول الداعمة عن استمرار توريد تلك الصواريخ وفق السياقات التي كان معمولا بها.
وكشف مصدر من المعارضة السورية، رفض الكشف عن اسمه، أن «المملكة العربية السعودية قامت قبل أسبوعين بتوريد شحنة صواريخ «تاو» عبر الحدود التركية، وقد وصلت فعلا إلى "جيش النصر" التابع لـ"تجمع صقور الغاب"، لكنه لم يكشف عن كميتها. وقال المصدر، أن هذه هي الشـحنة الأخيرة «التي تسلمتها الفصائل السـورية من صـواريخ «الـتاو» بعد استـئناف توريدهـا الذي كـان متوقفا لعـدة أسـابيع استجابة لنصيحة أمريكية للحكومتين السـعودية والتركيـة بالتوقف عن توريد الأسلحة النوعية إلى الفصائل الـسوريـة». لكنه استدرك قائلا ان ما أسماها بـ"الشحنة السعودية تمت بعلم الولايات المتحدة قبل نقلها إلى الداخل السوري، بالتنسيق مع تركيا طالما انها ستصل إلى فصيل معروف بصلاته بالبلدين، ومحاربته لتنظيم داعش"، حسب تعبيره. وكشف ان «الشحنة السعودية ذهبت إلى مناطق ريف حماة التي حقق فيها النظام مؤخرا بعض التقدم الميداني بعد التدخل الروسي ووقف المساعدات الخارجية لتلك الفصائل».
لكن مصدراً من جيش الفتح، أكد ما أورده المصدر الخاص في المعارضة السورية عن «الشحنة السعودية»، لكنه نفى أن تكون هذه الشحنة آخر ما وصل إلى الفصائل المسلحة في سورية، كاشفاً عن أن «جيش الفتح زود جبهة النصرة بـ20 صاروخ «تاو» خلال الأيام الأولى من هذا الشهر ضمن شحنة أسلحة قدمتها الحكومة القطرية إلى "جيش الفتح" الذي يخوض معارك شرسة مع الجيش السوري في ريف حلب». وأضاف أن قطر قدمت هذه «المساعدات العاجلة لمنع الجيش السوري بغطاء جوي روسي مكثف من استمرار تقدمها في ريف حلب الجنوبي، وهي في معظمها مناطق خاضعة لسيطرة الفصائل المرتبطة بها بصلات معلومة»، حسب وصفه. وقال إن «مخازن أسلحة الفصائل المسلحة في ريف حلب الجنوبي تكاد تكون شبه خالية، سوى بعض ما وصفها بـ"القطع القديمة المتبقية من شحنات سابقة، الأمر الذي أدى إلى انسحاب العديد من الفصائل إلى «مناطق بعيدة عن خطوط التماس مع العدو»، حسب قوله. ولفت إلى أن "تجمع صقور الغاب" قد «تلقى مسبقا معلومات عن قطع تزويد صواريخ تاو فقام بتخزين المزيد منها في الآونة الأخيرة تداركاً لما يمكن ان «يترتب عليه القرار الأمريكي بوقف تزويد الفصائل بصواريخ تاو قبل أن تتراجع عنه مؤخراً»، حسب قوله.
وبحسب المصدر نفسه، فإن "تجمع صقور الغاب" قام بحملة شراء صواريخ «تاو» من الفصائل الأخرى، أو مقايضتها لغاية لم يكشف عنها حينها»، لكن وصول الشحنة الأخيرة وتخصيصها حصرا له، أوضح حقيقة السعي لأن تكون «صواريخ تاو حكراً على مقاتليه الذين يتمركزون في ريف حماة الغربي لمنع تقدم الجيش السوري في منطقة سهل الغاب الاستراتيجية»، حسب توصيف المصدر الخاص من «جيش الفتح».