اتفاق بإخلاء حمص من المسلحين الإرهابيين خلال شهرين
أكد محافظ حمص طلال البرازي، لـ"سبوتنيك "، الأربعاء، أنه تم الاجتماع مع لجنة "حي الوعر"، والتوصل إلى تنفيذ اتفاق بإخراج المسلحين من الحي، الواقع غربي مدينة حمص، والذي يعتبر آخر معاقل المسلحين في المدينة، ويقطنه نحو 75 ألف شخص.
وأشار المحافظ إلى أن أهم بنود الاتفاق التي ستنفذ، الأسبوع القادم، تتضمن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين، ودخول المساعدات الغذائية والطبية، وإعادة تأهيل البنى التحتية، وعودة مؤسسات الدولة. كذلك يتضمن الاتفاق إخراج أول دفعة من المسلحين، البالغ عددهم نحو ألفين، حيث سيتم تسوية أوضاعهم مع الدولة السورية، ليعودوا إلى حياتهم الطبيعية، ضمن شروط قانونية محددة. وتقرر أن تخرج المجموعات الرافضة للاتفاق إلى المناطق التي يوجد بها تماس مع المسلحين، وهي ريف إدلب وحلب، أو شمال حماة، حيث المجموعات المتشددة مثل، "جبهة النصرة".
مع العلم أن عدد عناصر هذه المجموعات نحو 700 مسلحاً، ومن ثم يخرج على دفعات مسلحو لواء "أحفاد الرسول" و"الجبهة الإسلامية" وغيرها من المجموعات المحلية، وعدد عناصر هذه التنظيمات نحو 2200 مسلح. وأوضح البرازي، أن خروج المسلحين سيكون على دفعات في فترة 45 إلى 60 يوماً، وهي مدة تنفيذ الاتفاق، ما يعني أن المسلحين لن يخرجوا دفعة واحدة، وبالتالي لن يكون هناك حافلات كثيرة على غرار اتفاق حمص القديمة.
وتمثل منظمة الأمم المتحدة طرفاً مشرفاً على تنفيذ الاتفاق، الذي سيكون بين أطراف سورية فقط، ومن دون وساطة إقليمية. وحول التنازلات التي قدمتها الدولة السورية لتنفيذ هذا الاتفاق، قال البرازي، الاتفاق الذي تم اليوم، مشابه للذي حصل في حمص القديمة، ولا يوجد أي تنازل من قبل الحكومة السورية حوله، و"لكن واجهتنا العديد من العقبات التي منعت تنفيذه سابقاً، واليوم تم حل هذه المشكلات، ضمن ظروف مناسبة". وأكد البرازي أن تنفيذ اتفاقية الوعر، ستنهي الوجود المسلح في مدينة حمص، ويستكمل تأمين المنطقة الوسطى بأكملها، باستثناء الريف الشمالي لحمص، ما سيسمح للجيش السوري بالتفرغ لجبهات أخرى، خاصة في الريف الشمالي، وسيسرع في التسويات مع الجيش السوري في مناطق وجود المسلحين. من جهة ثانية، أكد محافظ حمص أن المواقع التي استهدفها الطيران الروسي خلال عملياته بمحيط مدينة حمص، كان لها تأثير كبير على مسار الحدث العسكري في ريف المحافظة. وأوضح البرازي أن هذا التأثير يأتي كون الطيران الحربي الروسي استهدف مقرات قيادة وغرف عمليات ومستودعات أسلحة تابعة للميليشيات الإرهابية، الأمر الذي يدلل على جدية العمليات الروسية في سوريا، بخلاف العمليات الجوية للتحالف الأمريكي، التي لم تؤثر بالمطلق على تنظيم "داعش"، برغم كثافة عددها.
ويأتي "اتفاق الوعر" بعد عامين ونصف العام على تنفيذ اتفاق الأحياء القديمة من حمص، وكان الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني يؤجلان الحسم العسكري للحي، بسبب وجود المدنيين.