الحياة في دمشق لا تزال على طبيعتها والعمليات العسكرية على حالها
رغم أن التهديدات الأميركية والغربية بضرب سوريا بلغت حدًا أثار توترات شديدة في منطقة الشرق الأوسط عمومًا وتركت آثارًا سلبية على كثير من العلاقات الدولية، إلا أنها لم تشكل أية تداعيات على الداخل السوري فالحياة في دمشق وريفها كما بقية المحافظات لا تزال على طبيعتها والعمليات العسكرية على حالها.
وسجل "المرصد السوري المستقل" اليوم الأربعاء يومًا عاديًا في دمشق وريفها حيث واصل الشارع السوري حياته بصورة طبيعية، من دون أي تغيير يذكر، وشهدت شوارع العاصمة ومناطقها ازدحامات مرورية كبقية الأيام السابقة، فيما شهدت الأسواق التجارية على أنواعها حركة تسوق طبيعية.
وعلى المستوى الأمني والعسكري واصل الجيش السوري عملياته في مواجهة المجموعات العسكرية التابعة للمعارضة، في مناطق متعددة من ريف دمشق، حيث واصلت المدفعية السورية قصفها لتجمعات المسلحين ومراكزهم في منطقة بيت سحم في الغوطة الشرقية، وزملكا، في حين تواصلت الاشتباكات المستمرة على كافة محاورة حجيرة والسبينة.
أما في الغوطة الشرقية فقد أفادنا مصدر محلي أن ما يشبه وقفًا لإطلاق نار مؤقتًا سجل اليوم بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة، موضحًا أن ذلك يأتي في إطار استئناف فريق التحقيق الكيميائي التابع للأمم المتحدة عمله وانتقاله إلى جهة لم يتم تحديدها حفاظًا على أمن الفريق وسلامة العمل.
وأفادنا أحد المصادر المطلعة على الواقع الميداني أن الجيش السوري النظامي بدأ تكتيكًا جديدًا في عملياته العسكرية على الأرض، يقوم على أساس تشتيت قوى المعارضة المسلّحة ما أمكنه، ومن ثم منعها من إعادة تجميع صفوفها. وذلك من خلال قدرته على استهدافها من على مدى بعيد، باستخدام سلاح الجو والمدفعية؛ والهدف من ذلك التقليل من خسائر الجيش من جهة، وشلّ قدرات المعارضة المسلّحة على الردّ، وتسهيل عملية استهدافها بعد أن تضطر للجوء إلى مناطق مكشوفة على نحو أكبر.
في غضون ذلك، لا تزال العاصمة دمشق تعاني سقوط قذائف الهاون بصورة عشوائية، انطلاقًا من جهة مناطق الريف التي تسيطر عليها المعارضة المسلّحة، ولكن بدرجة أخف من اليومين الأولين للحملة العسكرية التي يقوم بها الجيش النظامي.