المعارضة السورية تتهم الجيش النظامي باستخدام السلاح الكيميائي والسلطات تنفي
اتهمت المعارضة السورية الجيش النظامي اليوم الأربعاء باستخدام الأسلحة الكيميائية في قصف مواقعها وتجمعاتها في مناطق متفرقة بريف دمشق لا سيما منها الغوطة الشرقية. الأمر الذي نفته السلطات الرسمية السورية جملة وتفصيلاً، معتبرةً أن الهدف منها تضليل لجنة التحقيق الدولية.
وأصدر "الائتلاف الوطني السوري" المعارض بيانًا طالب فيه مجلس الأمن الدولي بالانعقاد وإصدار قرار ضد النظام السوري تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة المتعلق بحماية الأمن والسلم الدوليين".
كذلك طالب الائتلاف لجنة التحقيق الدولية بـ"التوجه فوراً نحو تلك المناطق التي استهدفتها قوات الأسد بأسلحة كيميائية، حسب التقارير والصور التي نشرها ناشطون من المكان" (وفقًا لبيانه).
ووجهت تنظيمات المعارضة السورية عبر التنسيقيات التابعة لها على الانترنت، اتهامات متعددة إلى السلطات السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية، في ريف دمشق، مؤكدة مقتل المئات في الغوطة الشرقية، وطالبت لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة بالتوجه إلى هذه المناطق للتحقيق حول استخدام سلاح كيميائي.
ونفى الجيش السوري أن يكون استخدم الغازات السامة في قصفه لمناطق ريف دمشق كما قالت المعارضة، معتبرًا هذه الاتهامات "ادعاءات باطلة جملة وتفصيلاً وتندرج في اطار الحرب الاعلامية على سوريا وتهدف الى التغطية على هزائم العصابات المسلحة على الأرض".
وقالت "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة" في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" : "إن قنوات الفتنة والتضليل وسفك الدم السوري قامت كعادتها بالادعاء كذباً أن الجيش العربي السوري استخدم اليوم الأسلحة الكيماوية في مناطق ريف دمشق".
وأكدت القيادة العامة في بيانها، "أن هذه الادعاءات باطلة جملة وتفصيلاً وعارية تمامًا من الصحة وتندرج في إطار الحرب الإعلامية القذرة التي تقودها بعض الدول إعلاميًا ضد سورية". معتبرةً اتهامات المعارضة بأنها ما هي "إلا محاولة يائسة للتغطية على هزائمها على الأرض وتعكس حالة الهستيريا والتخبط والانهيار الذي تعانيه هذه المجموعات ومن يقف وراءها".
وختم البيان مؤكدًا إصرار "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة" على "تنفيذ واجباتها الدستورية في تخليص الوطن من رجس المجموعات الإرهابية المسلحة"، داعيًا "كل من يحمل السلاح ضد الدولة إلى تسليم نفسه للجهات المختصة لتسوية وضعه قبل فوات الأوان" (كما جاء في البيان).
بدورها نفت وزارة الخارجية السورية هذه الاتهامات، ونقلت وكالة "سانا" عن ناطق رسمي باسم الوزارة قوله: "يبدو أن اتفاق التعاون الذي تم بين سورية واللجنة الدولية للتحقيق في استخدام أسلحة الدمار الشامل في بعض المناطق السورية لم يرض الإرهابيين والدول التي تقف خلفهم ليخرجوا علينا اليوم بادعاء كاذب جديد بأن القوات المسلحة في سورية استخدمت غازات سامة في ريف دمشق".
ولفت الناطق إلى "أن سورية أعلنت مرارًا وتكرارًا أنها لن تستخدم أي سلاح من أسلحة الدمار الشامل -إن وجدت- ضد شعبها". معتبرًا أن "هذه الأكاذيب، محاولة لصرف لجنة التحقيق الدولية عن إنجاز مهمتها ومحاولة للتشويش على ما سيصدر عن هذه اللجنة من تقرير".
وجاءت هذه الاتهامات في أعقاب هجوم واسع ومفاجئ شنه الجيش السوري النظامي ضد مواقع ومراكز التنظيمات المعارضة المسلحة، لا سيما التابعة لـ"الجيش الحر"، و"جبهة النصرة"، وعلى مختلف الجبهات، وصف بالأضخم.
وبحسب متابعات "المرصد السوري المستقل" فقد بدأ الجيش السوري هجومه هذا اعتبارًا من الساعة الثالثة من فجر اليوم، وبصورة مباغتة، بعدما كانت الأنظار مصوبةً نحو حلب وريفها، في ظل تحضيرات وتعزيزات، قام بها الطرفان استعدادًا لما كانا يعتبراه "المعركة الفصل".
ورصد مندوبو "المرصد السوري المستقل" سلسلة غارات جوية نفذها الطيران الحربي للجيش السوري على عدد كبير من مواقع المسلحين في مختلف مناطق ريف دمشق، ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف، أوقع مئات القتلى والجرحى، بحسب ما أعلنته التنسيقيات التابعة للمعارضة على صفحات الفيس بوك.
وحتى ما بعد ظهر اليوم كانت الاشتباكات لا تزال متواصلة على أشدها بين الجيش السوري والتنظيمات المسلحة المعارضة في العديد من مناطق ريف دمشق، لا سيما في جوبر، المعضمية، داريا، الغوطة، والسبينة، ولوحظ أن الجيش السوري استطاع تحقيق تقدم ملحوظ باتجاه محور المعضمية-داريا، كما سيطر الجيش النظامي على حيي "الشرطة" و"كوم الحجر" في السبينة.
وتسببت هذه المعارك بوقوع عدد كبير من القتلى والجرحى لم يتمكن "المرصد السوري المستقل" بعد من تحديدها بشكل دقيق، وإن كانت المعلومات تتحدث عن مئات القتلى في صفوف مسلحي المعارضة، بشكل خاص.