الجولان عربي سوري ولن تغير هويته تصريحات ترامب وتغريداته
الجولان لن يكون إلا عربيا سوريا ولن تغير من هذه الحقيقة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة والتي تأتي في سياق ومسار طويل من دعم واشنطن الفاضح لعدوانية كيان الاحتلال الإسرائيلي وسياساته العنصرية ومعاداة الولايات المتحدة للحقوق العربية. واصلت الإدارات الأمريكية المتعاقبة دعمها اللامحدود للاحتلال الإسرائيلي منذ إنشائه كيانا احتلاليا على أرض فلسطين قبل 71 عاما لكن مع وصول ترامب إلى السلطة عمدت واشنطن إلى زيادة وتيرة دعمها لهذا الكيان وبدأت تتخذ اجراءات متصهينة والبداية كان قرارها نقل سفارتها إلى القدس المحتلة لتتبعها مؤخراً بإسقاط صفة الاحتلال عن الجولان السوري والأراضي الفلسطينية المحتلة عام1967 في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الأمر الذي لاقى استهجانا دوليا وعده العالم انتهاكا سافرا لقرارات الشرعية الدولية الصادرة بهذا الشأن وبموافقة الولايات المتحدة نفسها. ترامب يحاول عبر تصريحاته اللامسؤولة خلط الاوراق في المنطقة لتمرير ما يطلق عليها “صفقة القرن” لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني فشراكة واشنطن مع كيان الاحتلال في العدوان على الفلسطينيين ودول المنطقة يؤكدها أيضا حصول هذا الكيان على أكثر من ثلاثة مليارات دولار كمساعدات من الولايات المتحدة سنويا عدا عن المساعدات العسكرية الأخرى إضافة إلى استخدام “الفيتو” مئات المرات في مجلس الأمن حماية لكيان الاحتلال من المساءلة القانونية والدولية المطالبة بمحاسبته على انتهاكاته ضد الشعب الفلسطيني أو حتى نزع أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها. مواقف ترامب الصهيونية الجديدة والتي تزامنت مع زيارة وزير خارجيته مايك بومبيو للقدس المحتلة قوبلت بردود فعل دولية وعربية منددة بها إذ أدانت سورية بشدة تصريحات ترامب مؤكدة أن هذا الموقف الأمريكي يعبر وبكل وضوح عن ازدراء الولايات المتحدة للشرعية الدولية وانتهاكها السافر لقراراتها وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 الذي صوت عليه أعضاء المجلس بالإجماع بمن فيهم الولايات المتحدة والذى يرفض بشكل مطلق قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاتها التعسفية بخصوص الجولان ويعتبره باطلا ولاغيا ولا أثر قانونيا له. بدورهم الأمم المتحدة وروسيا وإيران والاتحاد الأوروبي أكدوا أن موقف ترامب يشكل انتهاكا للقرارات الأممية حيث أكدت موسكو أن موقفها المبدئي قائم على أن الجولان أرض سورية محتلة كما أعلن الاتحاد الأوروبي أن موقفه من الجولان السوري المحتل لم يتغير وأنه لا يعترف بالقرارات الإسرائيلية المتعلقة به بينما جاء موقف الأمم المتحدة متوافقا مع قراراتها إذ أكدت أن الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري غير مشروع بموجب القانون الدولي مشددة على التزامها بكل القرارات الدولية حول الجولان المحتل. وكان مجلس الأمن الدولي أكد في قراره رقم 497 لعام 1981 والذي تم اعتماده بالإجماع بتاريخ الـ 17 من كانون الأول 1981 أن قرار “إسرائيل” فرض قوانينها على الجولان السوري المحتل لاغ وباطل وطالبها بصفتها القوة القائمة بالاحتلال أن تلغي قراراتها وإجراءاتها في الجولان السوري المحتل فورا كما طالب عبر قراريه 242 و338 كيان الاحتلال بالانسحاب من الجولان السوري. محاولات الولايات المتحدة ومعها كيان الاحتلال بتغيير معالم الجولان السوري المحتل وطبيعته رد عليها أهلنا في الجولان على مدى العقود الماضية بالتأكيد أن الجولان لا يمكن أن يكون إلا سوريا ولن تغير هويته تصريحات أمريكية أو قرارات صهيونية وأن من يراهن من الأمريكيين والصهاينة وغيرهما على أن يتخلى أهلنا في الجولان عن هويتهم العربية السورية بعد 52 عاماً من الاحتلال لم يحصد سوى الأوهام فروح وجذوة النضال والمقاومة عندهم لم تهدأ ولن تنطفئ مؤكدين أن الجولان لن يكون إلا في قلب سورية مهما طال زمن الاحتلال.