لافروف: جنيف بلغت الكتلة الحرجة والسعودية تقدم مساعدة كبيرة
اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن عملية جنيف للتفاوض بين السوريين بلغت "الكتلة الحرجة" الضرورية لإطلاق حوار مباشر وموضوعي.
وأكد خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في موسكو يوم الجمعة: "أعتقد أنه من المهم تحريك كافة الآليات التي تم إنشاؤها سابقا، لكي تعمل بفعالية".
ولفت الوزير الروسي إلى أهمية عملية أستانا، على الرغم من بقاء صعوبات معينة متعلقة بضرورة البحث عن توازن بين المصالح المتناقضة بقدر كبير. وأشار إلى تجاوز هذه الصعوبات ببطء، موضحا أن ذلك أصبح ممكنا لأن جميع المشاركين في هذه المفاوضات يفكرون في سبل إنهاء الحرب في سوريا، وضرورة توجيه كافة القوى والموارد لمحاربة الإرهاب.
وأكد لافروف أن عملية جنيف أيضا تواجه صعوبات، لكنه شدد على أن هذه العملية قد بلغت "الكتلة الحرجة" التي ستسمح قريبا جدا، مع الاعتماد على الاتفاقات الخاصة بإقامة مناطق تخفيف التوتر، بإطلاق حوار مباشر وموضوعي سيكون عبارة عن عملية تفاوض بين الحكومة والمعارضة.
وتابع قائلا: "في هذه الجهود يقدم لنا شركاؤنا الإقليميون مساعدة كبيرة، ومنهم السعودية التي طرحت مبادرة لتوحيد كافة أطياف المعارضة".
وأكد أن روسيا تدعم الجهود السعودية بنشاط، مؤكدة على ضرورة توحيد صفوف المعارضة على قاعدة تتناسب مع مقتضيات القرار الأممي 2254.
كما شدد لافروف على ضرورة إلحاق هزيمة نهائية بقوات الإرهابيين في سوريا، داعيا الجيش السوري والفصائل المسلحة إلى تركيز جهودهما على مواجهة فلول الإرهابيين.
وأشار إلى أن موسكو تشاطر باريس قلقها من احتمال هروب الإرهابيين من سوريا إلى أوروبا وآسيا وروسيا، ما سيؤدي إلى ظهور مخاطر جديدة.
وشدد قائلا: "يجب سحق الإرهابيين. لا يجوز أن نسمح لهم بالتواري عن الأنظار".
ولفت الوزير الروسي إلى دلائل على إحراز تقدم ملحوظ في سوريا بعد إقامة 3 مناطق لتخفيف التوتر والاقتراب من إقامة منطقة رابعة في ريف أدلب.
وأكد أن إقامة مناطق تخفيف التوتر توسع الإمكانيات لتحسين الوضع الإنساني بسوريا، إذ أصبح من الممكن إيصال المساعدات إلى المناطق الثلاث الأولى دون أي عوائق.
وشدد قائلا: "يسمح كل ذلك للقوات الحكومية وللتشكيلات المسلحة التي وقعت على اتفاقات وقف إطلاق النار، التركيز على المهمة الرئيسية وهي القضاء على فلول الإرهاب متعدد الجنسيات، وبالدرجة الأولى داعش وجبهة النصرة والمنظمات الأخرى التي اعتبرها مجلس الأمن إرهابية".
عبر لافروف عن خيبته لموقف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ، موضحا أن روسيا لم تتمكن حتى الآن من إقناع خبراء المنظمة بالتوجه إلى بلدة خان شيخون في ريف إدلب، حيث وقع آخر هجوم قيل إنه نُفّذ بغاز السارين، وإلى مطار الشعيرات بريف حمص، من حيث، كما يزعم، أقلعت طائرة محملة بقنابل كيميائية.
وجاءت تصريحات لافروف بعد صدور قرار أممي جديد، وجه أصابع الاتهام إلى دمشق بالوقوف وراء هجوم دير الزور في 4 أبريل/نيسان الماضي.
وأكد لافروف أن موسكو تشاطر باريس موقفها حول أولوية قضية استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا والعراق، معيدا إلى الأذهان أن هناك أدلة كثيرة على وصول "داعش" إلى تكنولوجيا إنتاج هذا النوع من السلاح.