عبرت وزارة الخارجية الروسية عن خيبة أملها من التقرير النهائي للجنة التحقيق المعنية بالهجوم الكيميائي بخان شيخون السورية، مشيرة إلى أن المحققين لم يفعلوا شيئا للحصول على أدلة دامغة. وأوضح ميخائيل أوليانوف، رئيس القسم المعني بعدم الانتشار والرقابة على الأسلحة في وزارة الخارجية الروسية: "كنا نعول على تحقيق نتائج أهم وموثوقة بقدر أكبر، تقربنا من تحديد هويات المذنبين". جاء ذلك خلال إيجاز صحفي عقده أوليانوف للممثليين الدبلوماسيين المعتمدين لدى موسكو، ليقدم لهم التقييمات الروسية للتقرير الذي أصدرته لجنة التحقيق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأسبوع الماضي. وذكر الدبلوماسي الروسي أن الاستنتاج الرئيسي الذي يتضمنه التقرير -وهو يتمثل في التأكد الكامل من استخدام مادة السارين في بلدة خان شيخون بريف إدلب في 4 أبريل/نيسان الماضي -ورد كذلك في التقرير الأولي، الذي قدمته اللجنة قبل شهرين. وبذلك لم يحقق عمل البعثة خلال الشهرين الماضيين أي نتائج تقريبا، ويمكن اعتباره إضاعة للوقت. وأشار إلى أن التحقيق في ملابسات الهجوم يصبح أمرا أكثر صعوبة يوما بعد يوم. ولفت الانتباه إلى أن المحققين تجاهلوا تماما الصور واللقطات المصورة لآثار وضحايا الأحداث في خان شيخون والتي حاول الجانب الروسي عرضها خلال اجتماع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، لكنه واجه مواجهة شرسة من قبل الوفد الأمريكي. وشدد على أن المحققين بتجاهلهم لهذه الأدلة، يتفادون النظر في فرضية "التمثيلية الكيميائية" في خان شيخون، إذ سبق للخبراء الروس أن أشاروا إلى أن هذه المواد المرئية تتضمن العديد من العناصر الغربية، لا تتناسب مع أعراض التسمم بغاز السارين. وتابع أوليانوف أن خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم ينتبهوا أيضا إلى عدم وجود أي بقايا لقنبلة جوية في صور الحفرة التي قيل إنها ناجمة عن إسقاط قذيفة كيميائية على خان شيخون. وذكر بأن الخبراء الأمميين أعلنوا أنهم حصلوا من نشطاء منظمة "الخوذ البيضاء" على "أدلة مادية" معينة، لكنهم لم يهتموا بالحصول على الأنبوبة المكسورة التي تظهر بوضوح في صور الحفرة. وتساءل قائلا: "أين توجد اليوم هذه الأنبوبة التي قد تساعدنا في إلقاء الضوء على طريقة استخدام غاز السارين؟ ليس لدينا طريق لنعرف ذلك إلا التخمين". وسبق لموسكو أن لفتت إلى أن خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أكدوا في تقريرهم النهائي عجزهم عن تحديد الطريقة التي اُعتمدت لإيصال الموادة السامة إلى خان شيخون. وفي هذا السياق، اعتبر أوليانوف أن رفض واشنطن تفتيش قاعدة الشعيرات الجوية السورية بالتزامن مع طرحها مزاعم جديدة حول استعدادات في هذه القاعدة لشن هجوم كيميائي جديد، تبعث على تأملات مقلقة للغاية. وشدد قائلا: "إذ كان الشركاء الأمريكيون متأكدين لهذه الدرجة، فعليهم الاستفادة من فرصة زيارة هذه القاعدة لكي يمسكوا دمشق بالجرم المشهود فيما يخص خرق اتفاقية حظر الكيميائي ومن أجل منع استخدام مواد كيميائية قتالية. لكن الولايات المتحدة ترفض القيام بهذه الزيارة قطعيا. ويبعث ذلك على تأملات مقلقة ويثير أسئلة كبيرة".