توصل اللقاء الثاني حول الأزمة السورية في أستانا الذي اختتم الخميس 16 فبراير/شباط إلى عدة نتائج مهمة.
وأكد مصدر رفيع في وزارة الخارجية الروسية، الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل ثلاثية (روسية تركية إيرانية) لمراقبة وقف الأعمال القتالية.
وأضاف سيرغي فيرشينين، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الروسية، أن هذه المجموعة ستعمل على أساس دائم، وستركز على مدى التزام أطراف النزاع بوقف القتال على وجه الخصوص، وإيجاد تدابير بناء الثقة بين تلك الأطراف.
وبالإضافة إلى ذلك، اتفقت أطراف أستانا على تشكيل آلية لتبادل المعتقلين، بين الحكومة السورية والفصائل المسلحة، بما في ذلك النساء والأطفال، كما تم الاتفاق على موقع تبادل جثامين القتلى، وفق مصدر في وزارة الدفاع الروسية.
واعتبر الفريق سيرغي أفاناسييف، أن هذه الإجراءات ستعمل على تعزيز تدابير بناء الثقة في سوريا.
ومع ذلك لم يصدر أي بيان ختامي للقاء، الذي استمر يومين، وهو ما يعكس هوة الخلاف الواسعة بين المجتمعين.
وفي هذا السياق أعلن ألكسندر لافرينتيف، مبعوث الرئيس الروسي الخاص للتسوية في سوريا، في مؤتمر صحفي عقب اختتام اللقاء، أن الحوار السوري- السوري المباشر لا يزال بعيدا والثقة معدومة بين الجانبين.
وفي الوقت الذي عزا فيه بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية، عدم صدور بيان ختامي عن هذا الاجتماع، أساسا إلى وصول الوفد التركي والمجموعات المسلحة في وقت متأخر إلى أستانا، أعرب عن تقييمه الإيجابي للاجتماع " طالما أنه يخدم تحقيق تثبيت وقف الأعمال القتالية".
ومع استمرار دمشق، على لسان الجعفري، باتهام أنقرة "تسهل دخول عشرات الآلاف من الإرهابيين إلى سوريا"، جدد وفد الفصائل المسلحة رفضه للمشاركة العسكرية الإيرانية في سورياـ مشيرا إلى أن الأمر يعرقل تحقيق أي تقدم في المحادثات مع الحكومة السورية.
وقال محمد علوش رئيس وفد المعارضة إنه أثار قضية تبادل السجناء والأسرى مع الحكومة السورية خلال اللقاء، مؤكدا أن القضية ستكون موضوع محادثات منفصلة في أنقرة.