بوتين : العمل لتسوية كاملة في سوريا سيستمر بمشاركة القيادة السورية وإيران وتركيا
أبلغ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإنجاز عملية تحرير حلب خلال اجتماع اليوم كما ابلغه الاقتراب من التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق نار كامل في سوريا". وذكر شويغو أنه تم توفير كل الظروف اللازمة لفرض وقف إطلاق شامل. ونوه الوزير بأن عملية تحرير حلب جرت على مرحلتين وقال: "جرت العملية وفقا لتوجيهاتكم وبالتعاون الوثيق مع الزملاء من تركيا وإيران. ولاحقا يجب تنفيذ المرحلة التالية، وبرأيي اقتربنا كثيرا جدا من التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق نار شامل في سوريا". من جانبه أعلن الرئيس بوتين أن تحرير حلب وطرد الراديكاليين منها جرى بمشاركة حاسمة من جانب العسكريين الروس وأشار إلى أن عملية التحرير تعتبر أحد أهم عوامل التطبيع الكامل للوضع في سوريا وفي المنطقة بشكل عام. وقال: "هذه العملية، بطبيعة الحال، وفي الجزء الأخير منها بالذات المتعلق بالعملية الإنسانية أنجزت بمشاركة مباشرة، إن لم يكن بمشاركة حاسمة من جانب العسكريين الروس". وشدد الرئيس على أن العمل الخاص بالتوصل إلى التسوية والمصالحة الكاملة في سوريا سيستمر بمشاركة كل الأطراف المعنية بما في ذلك القيادة السورية وإيران وتركيا والدول الأخرى في المنطقة كما شدد على ضرورة بذل كل الجهود لوقف القتال في كل سوريا. وقال شويغو إن العمل يجري بشكل فعال في مجال إعادة السكان المدنيين إلى ديارهم في حلب ويقوم المختصون السوريون والروس بإصلاح وإعادة تأهيل شبكات المياه والكهرباء. واعتبارا من يوم الخميس تم نشر كتيبة من الشرطة العسكرية السورية في المناطق المحررة من حلب للمحافظة على الأمن والنظام هناك. وأشار إلى أن المنظمات الإنسانية التي جرى الحديث عنها كثيرا لا تبدو مستعجلة للعمل في حلب على الرغم من توفر كل الظروف اللازمة لدخول القوافل الإنسانية إلى هناك. وأكد شويغو أنه تم خلال المرحلة الأولى، تحرير 115 حيا ومنطقة في حلب – حوالي 82 كم مربع . وتم فتح 7 معابر إنسانية غادر المدينة عبرها حوالي 119 ألف شخص وسلم 9 آلاف من المسلحين أسلحتهم وذكر أن الرئيس السوري أعلن العفو عن عدد كبير منهم. ونوه الوزير بأن المرحلة الثانية شملت تحرير القسم الجنوبي من حلب وتم وقف إطلاق النار في يوم 15 ديسمبر/كانون الأول لضمان تنفيذ عملية إنسانية كبيرة تلخصت في نقل العناصر المتطرفة وأفراد عائلاتهم من حلب. وخلال هذه الأيام وبفضل الجهود الروسية والإيرانية والتركية وطبعا جهود القيادة السورية تم إخراج حوالي 34 ألف شخص بينهم 14 ألف رجل وحوالي 8.5 آلاف من الأطفال ونفس العدد من النساء. وراقبت سير العملية مجموعة من الضباط الروس بشكل مستمر وبمساعدة الطائرات بدون طيار وكاميرات مراقبة موزعة على خط سير الباصات والحافلات وشارك في العملية حوالي 300 حافلة لنقل المواطنين وحوالي 400 سيارة إسعاف. وأكد الرئيس بوتين أن روسيا ستواصل العمل من أجل إرساء الثقة بين الأطراف المتناحرة في سوريا بهدف التوصل إلى إحلال السلام وفرض المصالحة الكاملة بين هذه الأطراف. وقال بوتين إن هذا جانب مهم جدا من العمل وشدد على أن مستوى الثقة المتعلق بالعمليات الإنسانية، وليس القتالية، يزداد ويقوى وهو ما يخلق مقدمات للتحرك لاحقا إلى الأمام باتجاه تعزيز المصالحة. وأضاف الرئيس القول: "وبهذا الشكل سنواصل العمل لاحقا". وكان الوزير أبلغ الرئيس بوتين خلال اللقاء بأنه تم فك الحصار عن 4 بلدات أخرى في سوريا. وذكر أن ذلك تم في إطار الاتفاق مع قيادتي تركيا وإيران. والحديث يدور عن بلدتين في محافظة إدلب تم منهما إجلاء أكثر من 1.5 ألف شخص من الشيوخ والنساء والأطفال والجرحى ونقلهم إلى حلب. وكذلك عن بلدتين في محافظة دمشق تم منهما نقل حوالي 9 آلاف شخص إلى إدلب مع تسليم أكثر من 9 آلاف قطعة سلاح فردي للسلطات السورية.