اعتبرت صحيفة АВС الإسبانية أن اختيار الرئيس التركي روسيا محطة أولى لزياراته في أعقاب الانقلاب الفاشل في بلاده، لم يأت من فراغ، وإنما ردّا لجميل موسكو التي حذرته من الانقلاب.
وكتبت الصحيفة الإسبانية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان بالتحضير في بلاده للانقلاب على السلطة، وذلك قبل ساعات على انطلاق عملية الانقلابيين.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان حقيقة أن الرئيس الروسي كان بين عدد ضئيل من القادة الذين وقفوا إلى جانب أردوغان في وجه الانقلاب منذ بدايته.
وأشارت АВС إلى أن ما يميّز مسار الرئيس الروسي على صعيد العلاقات مع تركيا كذلك، نأيه عمّا يحيط بالالتفاف على الديمقراطية الحاصل في تركيا في الوقت الراهن، معتبرة أن قمة بوتين أردوغان في بطرسبورغ، لم تعبّر عن مصالحة البلدين فحسب، بل كانت شاهدا على بدء انبعاث العلاقات بين البلدين منذ اعتذار الرئيس التركي لموسكو عن إسقاط قاذفتها.
أما صحيفة Tagesspiegel الألمانية، فاعتبرت زيارة الرئيس التركي إلى روسيا، إشارة واضحة للغرب يريد بها أردوغان الإنذار ببداية جديدة في العلاقات بين بلاده وروسيا، وذلك في خضم التوتر الحاصل في العلاقات بين أنقرة والغرب، وتساءلت Tagesspiegel حول ما إذا كان من المتاح قيام تحالف تركي روسي، لتجيب: إن ما يربط البلدين، انعدام ثقتهما بالغرب.
قناة ARD التلفزيونية الألمانية اعتبرت من جهتها، أن زيارة أردوغان إلى روسيا، تأتي إقرارا منه بقوتها، إذ تربط البلدين المصالح المشتركة والمنافسة، كما ذكّرت القناة باعتذار الرئيس التركي، وإعلانه اعتقال الطيارين اللذين استهدفا القاذفة الروسية شمال سوريا.
صحيفة Die Zeit الألمانية، اعتبرت أن أردوغان بزيارته إلى روسيا، إنما ينشد الحصول على دعم بوتين، ويريد الاقتراب من الروس أكثر، ولا سيما على خلفية إيواء الولايات المتحدة فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة وجماعته بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل في تركيا، مشيرة إلى توقيت هذه الزيارة في ظل "العلاقات العدائية بين أنقرة وألمانيا والاتحاد الأوروبي ككل في الوقت الراهن".
قمة بوتين أردوغان عزّزت الروبل والليرة
لفت غليب زادويا من مركز "أناليتيكا أون لاين" التحليلي الروسي النظر، إلى أن لقاء الزعيمين قد أحمى سوق المال في البلدين، ودفع بمؤشرات الروبل الروسي والليرة التركية صعودا أمام الدولار، وأضاف: "لقد اتضح أن جميع التصريحات والاتفاقات بين البلدين سوف تترافق بوتيرة إيجابية تسم سعر صرف عملتيهما".
هذا، وتناقلت وسائل إعلام مؤخرا أنباء مفادها أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تلقى من روسيا إنذارا بالانقلاب العسكري المدبّر في بلاده، وذلك قبل ساعات على وقوعه.
وذكرت وكالة "تاس" الرسمية الروسية للأنباء نقلا عن وسائل إعلام إيرانية، أن العسكريين الروس تمكنوا من التقاط مكالمات لاسلكية دارت بين مدبري الانقلاب، وأبلغوا الاستخبارات الروسية بفحواها على الفور، لتخبر هي بدورها جهاز الاستخبارات التركي "بقرب حدوث انقلاب" يتم التحضير له في تركيا.
وكشفت المعلومات التي تلقفتها الاستخبارات الروسية عن أن خطط الانقلابيين تضمنت إرسال مجموعة من المروحيات إلى مرمريس، واعتقال الرئيس التركي أو قتله، حيث كان في إجازة وعائلته هناك.
وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء، أن مصادرها التي كشفت لها عن اعتراض الروس مكالمات الانقلابيين الأتراك، رجحت أن يكون التقاط المحادثات قد تم من قاعدة "حميميم" الجوية الروسية في سوريا.