المرصد السوري المستقل

http://syriaobserver.org

سياسة
تصغير الخط تكبير الخط طباعة الصفحة
الولايات المتحدة وتركيا تناهضان تحرير حلب
ذكرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أن بضع عشرات فقط من بين 20 ألف مسلح ألقوا أسلحتهم، ووافقوا على تسليم أنفسهم إلى السلطات السورية من أجل نيل العفو.

جاء في مقال الصحيفة:

دعا وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري موسكو ودمشق إلى الامتناع عن القيام بعمليات عسكرية نشطة في سوريا. أما وزير خارجية تركيا مولود تشاوش أوغلو، فقد طالب السلطات السورية بلهجة الإنذار بـ"وقف الهجمات في حلب كافة ومن ضمنها الغارات الجوية فورا".

غير أن هذه المطالب تبدو غريبة نوعا ما، لأن القتال في حلب أثارته المجموعات غير الشرعية الموالية لتركيا. ولأن قوات التحالف الأمريكي هي التي تخوض المعارك في شمال سوريا.


وحاليا، تنفذ القوات السورية والقوات الجو– فضائية الروسية العملية الإنسانية في حلب، وتصد الهجوم الواسع الذي يشنه الإرهابيون المحاصرون داخل المدينة. والوضع حول المدينة معقد جدا. وكان الهدف من العملية الإنسانية، التي انطلقت يوم 28 يوليو/تموز الماضي، وفق موسكو ودمشق، هو السماح بخروج أكبر عدد ممكن من سكان المدينة المدنيين والإرهابيين الذين يرغبون برمي السلاح. ولكن هذا لم يحصل، حيث لم يرم السلاح سوى العشرات منهم فقط، علما أن الخبراء يعتقدون بوجود 15 – 20 ألف مسلح داخل المدينة. وقد شن هؤلاء هجوما واسعا بهدف اختراق الحصار. وحسب معطيات وزارة الدفاع الروسية، فقد شارك في هذا الهجوم 5000 مسلح قُتل منهم خلال يومين أكثر من 800 شخص، وتم تدمير 14 دبابة و10 عربات نقل مدرعة وأكثر من 60 سيارة ثُبتت عليه أسلحة.

يستمر وصول المساعدات الإنسانية إلى المدينة، وتقدِّم المنظمات الإنسانية الدولية الخدمات الطبية على حد سواء إلى المدنيين الذين خرجوا من المدينة وإلى الذين قرروا البقاء فيها؛ حيث ترمى من الجو للمقيمين في المنطقة الشرقية من حلب المواد الغذائية والأدوية والمستحضرات الطبية اللازمة للعناية بصحة الأطفال والمرضى.

وأعلن رئيس قسم ادارة العمليات في هيئة الاركان الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي عن التخطيط للتعاون في هذا المجال مع هيئة الأمم المتحدة، وقال: "لقد درست وزارة الدفاع الروسية باهتمام المقترح الذي تقدم به مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، بشأن تحسين العملية الإنسانية في حلب، وتتفق معه تماما".



لكن الشيء المثير، هو أنه في الوقت الذي تنتقد فيه الولايات المتحدة العملية الإنسانية في حلب، تشير وسائل الإعلام الغربية إلى النجاحات الكبيرة التي تحققها قوات التحالف الأمريكي في شمال سوريا. وقد حاصرت الميليشيات الكردية والمرتزقة بدعم من القوات الخاصة الأمريكية والفرنسية مدينة منبج وتم تحرير 70 في المئة منها من الإرهابيين.


وقد قتلت قوات التحالف إضافة إلى المسلحين المئات من المدنيين؛ حيث تحقق هيئة الأمم ومنظمات حقوق الإنسان في هذا الموضوع حاليا. ويقول الجنرال رودسكوي إن التكتيك الذي تستخدمه القوات الجو– فضائية الروسية في سوريا في حلب مختلف تماما "خلافا للتحالف المناهض للإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة والذي ينشط حاليا في منطقة منبج، فإننا نعمل كل شيء من أجل منع وقوع ضحايا بين المدنيين، ولا نهاجم الأهداف الواقعة ضمن حدود المدينة".

هذا، ولا تزال مسألة إسقاط المروحية الروسية "مي– 8" في إدلب، وهي في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم بعد أن أوصلت مساعدات إنسانية إلى مدينة حلب، تثير أسئلة كثيرة. إذ لم يعرف سبب عدم مرافقتها من قبل مروحيات قتالية، ونوع السلاح الذي استخدم في إسقاطها.

ويشير الخبير العسكري الفريق يوري نيتكاتشيف إلى أن "محافظة إدلب تقع تحت سيطرة مجموعة "جبهة فتح الشام" وكذلك مسلحي ما يسمى بالمعارضة المعتدلة المدعومة من قبل الولايات المتحدة. وهذه المجموعات تحارب ضد القوات الحكومية وضد القوات الروسية الجو-فضائية". وكما هو معلوم، فقد أسقطت مروحية سورية قبل شهر من طراز "مي– 25" كان طاقمها روسيا بواسطة صاروخ "تاو" الأمريكي المضاد للدروع فوق مدينة تدمر.

واضاف الفريق "يجب تجنب وقوع الخسائر في قواتنا الجوية في سوريا. من أجل هذا يجب دراسة خطوط تحليق طائراتنا ومروحياتنا كافة، والتي تمر فوق المناطق التي تنشط فيها المجموعات الإرهابية، وذلك بواسطة طائرات من دون طيار والصور الفضائية وشبكة مخبرين محليين".

18:51 2016/08/04 : أضيف بتاريخ







 
المرصد السوري المستقل