الناطق باسم «هيئة التنسيق» المعارضة: من يريد حلاً سياسيًا مستعدون للتنسيق معه
أعلن الناطق الإعلامي باسم "الهيئة التنسيق الوطنية" السورية المعارضة، الأستاذ رجاء الناصر، استعداد الهيئة للتنسيق مع كل من يريد حلاً سياسيًا للأزمة السورية، كاشفًا عن الهيئة قدمت للموفد الأممي الأخضر الإبراهيمي قائمة مؤلفة من 10 شخصيات ستشارك في مؤتمر "جنيف-2".
جاء ذلك في حديث أدلى به لـ" المرصد السوري المستقل" على خلفية المحادثات التي أجرتها " هيئة التنسيق الوطنية" المعارضة مع الأخضر الإبراهيمي في مقر اقامته في فندق الشيراتون بدمشق، والتي تناولت العديد من المحاور سواء على الصعيد السياسي و الاداري والتنظيمي وصولاً الى مشاركة الهيئة في مؤتمر جنيف-2.
وفيما يلي نص الحديث:
-ماذا تضمن لقاكم مع الأخضر الإبراهيمي اليوم حول التحضير لعقد المؤتمر الدولي بشأن الأزمة السورية؟
*من المعروف أن هناك اجتماع ثلاثي سيضم كل من روسيا والولايات المتحدة الأميركية والأخضر الإبراهيمي يومي 5 و 6 من الشهر القادم من أجل وضع تصور نهائي لعقد المؤتمر وتاريخه والأطراف التي ستحضره وتشارك به. وتعتبر هذه اللقاءات ومن ضمنها لقاء اليوم من الاجتماعات التمهيدية لتكوين صورة نهائية، مع محاولة تقريب الآراء أكثر ما يمكن تمهيدًا لعقد هذا المؤتمر الدولي بشأن الأزمة السورية، جنيف-2. وبالتالي فإن السيد الأخضر الإبراهيمي يريد أن يجمع أكبر قدر ممكن من معلومات وآراء الأطراف من أجل عرض تقريره في الاجتماع الثلاثي، ونحن في هيئة التنسيق الوطنية المعارضة نجد هذا اللقاء من حيث المبدأ إيجابي بناء".
-قدمتم للأخضر الابراهيمي قائمة تضم أسماء المشاركين في جنيف-2 من هيئة التنسيق الوطنية المعارضة، من هي الشخصيات المشاركة التي اقترحتموها؟
*يتألف وفد هيئة التنسيق من عشر شخصيات من قيادات الهيئة، جرى التوافق عليها في المكتب التنفيذي والمجلس المركزي لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة، وهذه القائمة مؤلفة من عشرة أشخاص حسب التسلسل ستشارك كلها في الوفد التفاوضي ولكن قد يكون على طاولة المفاوضات عدد منها، بعد تحديد العدد بالاتفاق مع القوى الأخرى من الروس والأميركان والسيد الأخضر الإبراهيمي، حيث سيتم اختيار عدد من الأشخاص لتقوم بالتفاوض على طاولة المفاوضات بينما سيكون الباقي جزءًا من الطاولة الخلفية، واتفقنا على إعلان الأسماء المشاركة بعد تسلميها للأخضر الإبراهيمي. حيث يكون على رأس الوفد في اللقاءات الرسمية الدكتور الأستاذ حسن عبد العظيم المنسق العام للهيئة، أما على طاولة المفاوضات، فيكون الدكتور هيثم المناع، رجاء الناصر، الدكتور عبد العزيز الخير، في حال خروجه من السجن، الدكتور منذر خدام، الاستاذ رياض درار، الأستاذ عبد المجيد منجونة، ومن بين الأسماء أيضا الأستاذ صفوان عكاش وطارق أبو الحسن، والدكتور عارف دليلة.
-ما هي المحاور التي كانت موضوع النقاش الذي دار بينكم وبين السيد الأخضر الإبراهيمي؟
*محور سياسي عام يتعلق برؤية هيئة التنسيق للمؤتمر وضرورة العمل على إنجاحه والإسراع بعقده. حيث وضعنا في اعتباراتنا الأولى ضرورة وقف نزيف الدماء الآن وبشكل سريع وعاجل لأن الأوضاع في سورية لم تعد تحتمل المزيد من الدمار والقتل والعنف. والمسألة الثانية تتعلق بضرورة خلق مناخ مساعد لإنجاح المؤتمر عبر التخفيض من حدة إطلاق النار زإطلاق سراح المعتقلين والإفراج عن المخطوفين إضافة إلى إعلان قوائم بأسمائهم وتحديد مصير المفقودين وتأمين إيصال المواد الغذائية للمناطق المحاصرة سواء في مدينة حلب أو غوطة دمشق أو حمص وغيرها من المناطق التي فيها سكان مدنيين عالقين في الحصار.
نحن دعونا كل الأطراف التي لها علاقة بالأزمة السورية للمشاركة في مؤتمر جنيف-2، لأننا نعتقد أن وجود هذه الأطراف سيدعم ما يمكن أن يتم التوافق عليه. ومن ضمن هذه الأطراف بالتحديد السعودية وإيران وتركيا وقطر من الدول المعنية في الدخول والمشاركة في المؤتمر حتى تتحمل معنا مسؤولية إنجاح هذا المؤتمر وتنفيذ ما يمكن أن ينجم عنه من مقررات.
كما اتفقنا على قاعدة تعتبر نقطة توافق هامة، أن المؤتمر يقوم على تفاهمات جنيف-1، وبالتالي مهمته تنفيذ هذه التفاهمات وتفسيره لما هو غامض منها وليس مهمته إعادة البحث في تلك المسلمات والتي يجب أن تكون هي القاعدة التي ينطلق منها أي تفاوض، هذا على المستوى السياسي.
أما على المستوى التنظيمي والإداري، أكدنا في هيئة التنسيق على ضرورة أن يكون وفد المعارضة وازنًا ومهمًا، منطلقين من أن المعارضة السياسية في الداخل هي القوى الرئيسية التي يجب أن يكون لها دور رئيسي في وفد المعارضة ممثلة بأكبر تشكيلاتها وهي هيئة التنسيق الوطنية. حيث أعلنا استعدادنا للتعاون مع كل الأطراف لإنجاح مهمة المؤتمر، وبالتالي نحن لا مانع لدينا بأن يكون هناك تفكير بتوحيد موقف المعارضة التي ستشارك في المؤتمر على قاعدة الحل السياسي، والتعاون معها ضمن هذه القاعدة. ولكن لا نشعر بأن عقد لقاءات وتجمعات وغيرها قد يكون مجدي، المطلوب الآن هو تحديد الوفود، و اللقاء بينها من أجل تنسيق مواقفها والخروج بموقف مشترك.
بالنسبة لنا سواء كان هناك وفد واحد للمعارضة أو لم يكن هناك سنذهب إلى جنيف إذا وجهت الدعوة لنا وسنذهب بقلب مفتوح وبالتعاون مع الجميع. ولكن هناك مسألتين توقفنا عندهما الأولى أن الهيئة هي شخصية اعتبارية وبالتالي يجب أن توجه لها الدعوة لصفتها الاعتبارية السياسية وليس مجرد أفراد هنا أو هناك، الثانية أن يكون هناك حضور وازن للهيئة، ونحن في هيئة التنسيق من نسمي أعضاء وفدنا ولا نقبل تحت أي اعتبار أن يتدخل أي طرف لتحديد من يمثل الهيئة. ونحن مستعدين للتنسيق مع الجميع على قاعدة إنقاذ سورية وإنقاذ الحل السياسي. من يريد حلاً سياسيًا نحن على استعداد أن ننسق معه ضمن برنامجنا السياسي وليس ضمن أجندة خارجية وضمن استقلال قرارنا الوطني. فنحن قوى وطنية ليس لنا ولاء لأي طرف خارجي، ولاءنا لمصلحة الشعب السوري، وبالتالي من يستعد أن ينسق معنا على هذا الأساس فأهلا وسهلاً به.
- من المعروف أن هيئة التنسيق الوطنية المعارضة تدعم "الجيش الحر" والآن أنتم تتوجهون الى جنيف-2 مع أن الجيش الحر يعتبر في الداخل السوري من الفصائل المسلحة التي انشقت عن الجيش والنظام السوري، برأيكم ماذا تتوقعون أن يكون مستقبل "الجيش الحر" في حال انعقاد جنيف-2؟
*حتى نكون واضحين يوجد في الجيش الحر أشخاص شرفاء ومناضلون ومضحون وفيه أطراف أخرى ليس لها علاقة بالمشروع الوطني الديمقراطي أو بالثورة والديمقراطية حيث هناك في تلك الفصائل قوى أصولية وعصابات.. ونحن عندما أيدنا وأعلنا وما نزال نعلن تأييدنا للقوى الوطنية الديمقراطية، القوى التي رفعت السلاح مكرهة ودفاعًا عن النفس وليس بمعنى أننا مع التسليح، قلنا إننا ضد عسكرة الثورة وهذا موقف قديم وأساسي لنا ولم نتحدث عن دعمنا لأي طرف يعتقد أنه سيحسم المسالة بالسلاح وينتزع السلطة بقوة السلاح ويحقق سلطة جديدة، ويفرض سلطة بقوة السلاح، هذا كلام بالأصل نحن ضده، نحن دعاة دولة مدنية ديمقراطية، ولم نؤيد الجيش الحر بهذا المعنى إنما أيدنا انشقاق الضباط الذين اضطروا تحت دوافع أخلاقية وإنسانية، وقلنا إن هذه الظاهرة موضوعية وإيجابية ولكننا ضد عسكرة الثورة وحتى عندما قمنا بعمليات عسكرة للدفاع عن الجيش في شمال وشرق سورية قلنا إن وحدات الدفاع الشعبية هي دفاع عن النفس وليست من أجل السيطرة وفرض نظام جديد بقوة السلاح.
وختم الناطق الإعلامي باسم "الهيئة التنسيق الوطنية" السورية المعارضة، الأستاذ رجاء الناصر، حديثه لـ" المرصد السوري المستقل" بالقول: "إذاً نحن لنا موقف ثابت من التسليح ومن العسكرة ونؤيد المواقف الأخلاقية والجزئية هنا وهناك. هذه القوى التي تريد حلاً سياسيًا أو تريد بناء الدولة الديمقراطية نمد يدنا لها، أما الذين يريدون عرقلة أي حل سياسي والذين يريدون إقامة مشاريع لأجندات خارجية غير مستقلة غير وطنية أو مشاريع ليست ديمقراطية بالتأكيد هؤلاء ليسوا في صف القوى التي نهتم للتعاون معنا".