موسكو تتهم دي ميستورا بالتقاعس وتدعو أنقرة لحوار أكثر صراحة حول سوريا
أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في أن يتميز الحوار مع أنقرة حول تسوية الأزمة السورية بصراحة أكثر، بفضل تطبيع العلاقات الروسية-التركية.
وأضاف الوزير خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأذربيجاني إيلمار ماميدياروف في باكو يوم الثلاثاء 12 يوليو/تموز، أن من شأن تطبيع العلاقات بين موسكو وأنقرة التأثير بشكل إيجابي على الوضع العام في منطقة الشرق الأوسط. وأردف قائلا: "إنني آمل في أن ذلك سيساعدنا في البحث عن مقاربات مشتركة لتجاوز الأزمة السورية بفعالية أكبر، على الرغم من أن مواقف روسيا وتركيا غير متطابقة على الإطلاق فيما يخص هذه الأزمة".
وتابع الوزير في معرض تعليقه على اجتماعه الأخير بنظيره التركي مولود جاويش أوغلو في شوتشي في أواخر الشهر الماضي، أن الحوار خلال اللقاء حمل طابعا صريحا، وهو ما يبعث على الأمل في تقليص عدد "المواربات" لدى التعامل مع الشركاء الأتراك، مضيفا: "أننا سنحاول العمل بصورة أكثر صراحة للتوصل إلى اتفاقات بشأن تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي والمجموعة الدولية لدعم سوريا".
وفي معرض تعليقه على سؤال حول مدى تأثير تطبيق العلاقات بين موسكو وأنقرة على العلاقات الروسية-الأذربيجانية، قال لافروف إن هذه العلاقات ذات الطابع الاستراتيجي لا تتأثر بأي تغيرات سياسية آنية. لكنه أكد أن تقليص عدد الأزمات في المنطقة يصب في مصلحة موسكو وباكو على حد سواء.
لافروف: موسكو قلقة من تأجيل الجولة الجديدة من المفاوضات السورية
كما أعرب لافروف عن قلقه من تباطؤ المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في إجراء جولة جديدة من المفاوضات السورية في جنيف.
وأردف الوزير قائلا: "إننا قلقون مما يبديه ستفان دي ميستورا من التقاعس في الوفاء بالتزاماته المتعلقة بالدعوة إلى إجراء جولة جديدة من المفاوضات السورية، وما يطلقه من تصريحات عن ضرورة أن تتوصل روسيا والولايات المتحدة إلى كيفية إدارة الشؤون المتعلقة بالتسوية السياسية في سوريا، إذ يلوح بأن الأمم المتحدة وأمانتها لن تجريا جولة جديدة من المشاورات السورية إلا بعد التوصل إلى مثل هذا الاتفاق".
وشدد لافروف قائلا: "إنه موقف غير صائب".
وشدد الدبلوماسي الروسي على أنه لا يحق لأحد باستثناء السوريين أنفسهم، تحديد مستقبل بلادهم، مضيفا "ولا يمكن للسوريين أن يحققوا ذلك إلا إثر تحديد مصير المفاوضات".
وأضاف أن على اللاعبين الخارجيين، ولا سيما روسيا والولايات المتحدة بصفتهما الرئيسين المتناوبين لمجموعة دعم سوريا، أن يؤثروا على عملية التفاوض السورية، ليحثوا الأطراف السورية على تبني مواقف بناءة والبحث عن حلول وسط.
وأضاف لافروف أنه سيعمل خلال محادثاته المرتقبة مع نظيره الأمريكي جون كيري أثناء زيارة الأخير إلى موسكو يومي 14 و15 يوليو/تموز، من أجل صياغة نهج مشترك يعتمد على المبادئ الواضحة الخالية من أي ازدواجية والمسجلة في قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا. وأضاف أن موسكو وواشنطن ستعملان مع دي ميستورا لحمله على المثابرة في أداء مهامه.
وفي الوقت نفسه قال لافروف إن الجهود الروسية-الأمريكية المشتركة في هذا السياق لا يمكن أن تحل محل المفاوضات السورية-السورية.
وحذر من أن الأحاديث عن تبديل مفاوضات جنيف بالمشاورات الروسية-الأمريكية تبعث بإشارات ضارة للغاية إلى المعارضة السورية، وتحديدا لهيئة المفاوضات العليا المنبثقة عن قائمة الرياض، والتي تطرح دائما إنذارات وهي تطالب برحيل بشار الأسد وتحديد "مواعيد قصوى ما" للعملية السياسية.
وبشأن محادثاته المرتقبة مع كيري، قال لافروف إنه سيبحث مع نظيره قضية خروقات الهدنة في سوريا من قبل التنظيمات المنضوية تحت لواء "جبهة النصرة" على الرغم من ادعاءات تلك التنظيمات الالتزام بنظام الهدنة.
وأردف قائلا: "إننا مصممون على ضمان تنفيذ نظام وقف الأعمال القتالية بمراعاة تامة للاتفاقات المسجلة في القرار الصادر من مجلس الأمن الدولي بهذا الشان، وتحديدا فيما يخص استثناء داعش والنصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى المدرجة بهذه الصفة ضمن قرارات مجلس الأمن، من نظام وقف إطلاق النار".
وأوضح أن القضية الرئيسية التي تعرقل تنفيذ الاتفاقات بهذا الشأن تكمن في أن النصرة "تتلون كالحرباء" ، ولا سيما في ريف حلب، وتنشئ حولها تنظيمات أخرى تدعي بأنها غير تابعة لها وتجاهر باستعدادها للانضمام إلى نظام الهدنة، بموازاة تحالفها الميداني مع النصرة.