أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السبت 2 يوليو/تموز، أن الموقف الرسمي التركي تجاه الملف السوري والحكومة السورية لم يتغير، وذلك خلال زيارته لمدينة كيليس القريبة من حدود سوريا.
يأتي تصريح الرئيس التركي هذا على خلفية تقارير إعلامية غربية تحدثت عن استعداد أنقرة لاتخاذ خطوات من شأنها أن تغير مسار "الحرب الأهلية" في سوريا.
وتشير التقارير إلى أن تركيا منذ نشوب الصراع في سوريا عرفت بموقفها المؤيد "للمتمردين" الذين يقاتلون ضد الجيش السوري، ولكن المشاكل الداخلية في البيت التركي تحث أنقرة على البحث عن حل وسط، مع لاعبين آخرين في الأزمة السورية مثل روسيا.
وكدليل على أن موقف أنقرة قد يلين في سوريا قالت صحيفة "فاينانشال تايمز" إن تركيا قد بدأت بالبحث عن تسوية قبل اعتذار أردوغان الرسمي لروسيا، حيث ذكرت مصادر "فاينانشال تايمز" الدبلوماسية أن أنقرة تناقش القضية الكردية مع "النظام السوري" عبر قنوات اتصال سرية، منوهة إلى أن المباحثات تتم عبر الجزائر.
إلى جانب ذلك فإن تركيا حسب الصحيفة البريطانية نظمت قبل أسبوع اجتماعا حضره ممثلون عن المعارضة السورية ومبعوثون من روسيا.
يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تلقى رسالة من نظيره التركي رجب طيب أردوغان يعتذر فيها عن مقتل الطيار الروسي قائد قاذفة سو-24 التي أسقطها سلاح الجو التركي في أجواء سوريا.
وجاء اعتذار أردوغان بعد مرور 7 أشهر على إسقاط القاذفة فوق ريف اللاذقية الشمالي بصاروخ جو-جو أطلقته مقاتلة تركية. وكان الجانب التركي يرفض الاعتذار بذريعة أن القاذفة الروسية التي كانت تشارك في عملية مكافحة الإرهاب بسوريا، اخترقت أجوائها، رغم عدم وجود أي أدلة توثق حدوث الاختراق.
وشكل حادث إسقاط الطائرة الحربية الروسية ضربة ساحقة إلى العلاقات بين موسكو وأنقرة، إذ اعتبره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "طعنة في الظهر" من قبل "متواطئين مع الإرهاب".
واتخذت موسكو حزمة من الإجراءات العقابية تجاه أنقرة، بما في ذلك تعليق تدفقات السياحة المنتظمة، ورحلات الطيران العارضة (التشارتر)، وحظر استيراد بعض السلع التركية، وبالدرجة الأولى المنتجات الزراعية.