نشرت وسائل إعلام تركية تفاصيل المناقشة التي جرت بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتركي مولود تشاوش أوغلو في اجتماع مجموعة دعم سوريا بفيينا، حول الدعم التركي المحتمل لداعش.
وكان الخلاف بين الوزيرين يتعلق بقنوات تزويد الإرهابيين في سوريا الممتدة عبر الحدود التركية-السورية. وبعد انتهاء الإجتماع، تحدث لافروف عن هذا الموضوع بشكل مفصل خلال المؤتمر الصحفي الختامي مساء يوم الثلاثاء 17 مايو/أيار.
ذكر لافروف أن هناك عددا من الدلائل على وجود شبكة واسعة تشكلت على الجانب التركي من الحدود لتموين تنظيم "داعش" في سوريا. وأوضح أن الحديث يدور عن مقطع من الحدود طوله قرابة 90 كيلومترا، يسيطر عليه في الجانب السوري إرهابيو "داعش" وهو يحد جيبين خاضعين لسيطرة القوات الكردية. وأشار إلى أن أنقرة تقول دائما إنها لن تسمح للأكراد بتوحيد هذين الجيبين ولذلك لا تسمح لهم بطرد "داعش" من هذه المنطقة.
ودعا لافروف أنقرة، بدلا من نفي كافة الاتهامات قطعيا، إلى تقديم الرد على وثيقة وزعتها روسيا قبل فترة في الأمم المتحدة بصورة غير رسمية، إذ تضمنت هذه الوثيقة حقائق حول شبكات تمويل الإرهابيين وتزويدهم بالأسلحة.
وأردف الوزير قائلا: "قال جيراننا الأتراك في مجلس الأمن إن كل هذه الحقائق – مزاعم مختلقة، واليوم أكد وزير الخارجية التركي، عندما ذكرته بكل ذلك، أن أنقرة تنفي قطعيا كل ما جاء في الوثيقة الروسية، لكن هذه الوثيقة تتضمن أسماء البلدات والمؤسسات التركية المتورطة في العمليات المشبوهة وحقائق كثيرة أخرى، ولذلك طالبته، بدلا من النفي غير المدعم بالوثائق، أن يوضح الأتراك في مجلس الأمن لماذا يعتبرون كافة هذه الحقائق غير صحيحة. وإذا كانت هناك حقائق صحيحة، فعليهم أن يطلبوا المساعدة، إذا كانت أنقرة عاجزة عن الحد من مثل هذه التجاوزات بنفسها".
بدورها ذكرت وسائل إعلام تركية الأربعاء 18 مايو/أيار أن النقاش بين لافروف وتشاوش أوغلو خلال اجتماع مجموعة دعم سوريا، تم بثه مثل الأحداث الأخرى للاجتماع على شاشة نصبت في إحدى الغرف المجاورة المخصصة للمسؤولين رفيعي المستوى.
ونقلت وسائل الإعلام عن تشاوش أغلو قوله ردا على انتقادات لافروف، إنه مستعد لتقديم الاستقالة في حال تقديم ولو دليل واحد يثبت تورط السلطات التركية في دعم تنظيم "داعش" الإرهابي، لكنه بالمقابل "هدد" لافروف بأن الأخير سيضطر لقضاء بقية حياته في أنطاليا في حال فشله في تقديم مثل هذه الأدلة.
وقال تشاوش أوغلو حسب وسائل الإعلام: "أنتم دبلوماسي كبير ومن السياسيين الأكثر خبرة بين المشاركين في هذا الاجتماع. ولذلك أعتقد أنه لا يجوز لكم أن تأخذوا مثل هذه المزاعم على محمل الجد. وإن كان لدى روسيا ولو دليل واحد على تقديم تركيا دعما لـ"داعش"، فإنني مستعد للاستقالة. وفي حال عدم وجود مثل هذه الأدلة، ستمضون بقية حياتكم في ضيافتنا بأنطاليا".
ولم تكشف وسائل الإعلام التركية عن رد لافروف على هذا الرهان المغري الذي طرحه تشاوش أوغلو أو ربما التهديد. لكن تصريحاته في المؤتمر الصحفي تدل على عدم رضاه عن نتائج مناقشاته مع الشركاء الأتراك والسعوديين حول الملف السوري.
واستطرد لافروف في تلك التصريحات: "اليوم، عندما طرحنا السؤال – لماذا لا يمكن الفصل بين المعارضة العقلانية و"جبهة النصرة"، من أجل إزالة كافة الذرائع للمطالبة بعدم استهداف الإرهابيين، قال أحد شركائنا خلال الاجتماع: "إذا سندمر النصرة اليوم، من سيحل المواقع التي يحتلها هذا التنظيم حاليا على الأرض؟" ووصف لافروف هذا الموقف بأنه " زلة لسان فرويدية "، واعتبر أن مثل هؤلاء الأشخاص في تفكيرهم ينطلقون من مفاهيم لا تتوافق على الإطلاق مع مقاربات مجلس الأمن الدولي، ويعتبرون "جبهة النصرة" وسيلة لردع النظام السوري الحالي.
واستطرد: "إننا نحاول إطلاق عملية سياسية، لكن أولئك الذين يراهنون على إسقاط النظام، يحاولون تخريب هذه العملية، وهم يحرضون وكلاءهم على أن يتخذوا موقفا إنذاريا لا يقبل أي حلول وسط خلال محادثات جنيف".