أيد المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، الثلاثاء 12 أبريل/نيسان، مشروع القرار الروسي بشأن إعمار تدمر وغيرها من المعالم التراثية في سوريا.
وقالت أمانة المجلس لوكالة تاس الروسية إن مشروع القرار المقدم من قبل موسكو تم تبنيه بالإجماع.
وطرحت روسيا مشروع قرار عن "دور اليونسكو في صون وإعادة إعمار تدمر وغيرها من معالم التراث العالمي في سوريا" في إطار الدورة الـ199 للمجلس التنفيذي للمنظمة الدولية في باريس.
وذكرت مندوبة روسيا لدى اليونسكو، إيليونورا ميتروفانوفا، أن الوثيقة تتضمن الخطوات الأولية اللازمة لتحديد تكاليف إعمار تدمر ومعالم أثرية مهددة في سوريا.
وكانت ميتروفانوفا أكدت، عبر جسر تلفزيزني عقدته وكالة "روسيا سيفودنيا" مع باريس، الثلاثاء 5 أبريل/نيسان، أنه يمكن البدء بالعملية في حال سمحت الظروف الأمنية بذلك، مذكرة بأن الأمم المتحدة طالبت بتوفير الأمن للخبراء العاملين في مثل تلك المواقع التاريخية، وقالت:" اليونسكو، ستنظر في مسألة إعادة الإعمار بعد عملية إزالة الألغام".
وأضافت:" الرئيس الروسي، اقترح أن تقوم روسيا بعملية توفير الأمن للخبراء الذين سيذهبون إلى تدمر، وأعتقد أن أفضل وسيلة لتحقيق ذلك.. هي الاستعانة بموظفين من مكتب بيروت، حيث يوجد خبراء متخصصون، وبالمؤسسة الإقليمية للتراث العالمي في البحرين، حيث يوجد خبراء أيضا".
وأكدت الدبلوماسية الروسية أن المنظمة أنشأت صندوقا لإعادة إعمار سوريا وقد تم جمع مبلغ 2 مليون و700 ألف يورو لحد الآن، مشيرة إلى أن الأموال التي ستصرف على العملية ستكون من خارج ميزانية المنظمة.
وقالت متروفانوفنا:" المبلغ الذي تم جمعه حتى اللحظة هو 2 مليون ونص المليون يورو من دول الاتحاد الأوروبي الأعضاء في المنظمة و 170 ألف يورو من بلجيكيا". شركات روسية تعيد إعمار تدمر
أعلن النائب في مجلس النواب الروسي سيرغي غافريلوف، أن إعادة إعمار تدمر ممكنة بمساعدة قطاع الأعمال الروسي، ومن خلال تأسيس شركة على غرار شركة البناء الأولمبية.
وقال غافريلوف للصحفيين، بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد، يوم الثلاثاء 12 أبريل/نيسان: "إن إعادة إعمار مدينة تدمر المحررة ممكنة بدعم من قطاع الأعمال الروسي. وهناك 100 معبد يتطلب ترميما وإعادة بناء". وأضاف النائب في البرلمان الروسي عن الحزب الشيوعي، والذي يترأس وفدا يضم عددا من البرلمانيين الروس، يزور سوريا هذه الأيام: "العمليات الأساسية في إعادة البناء يمكن أن تأخذها على عاتقها شركات روسية كبيرة، على غرار شركة البناء الأولمبية (أولمبستروي)، ويمكن إنشاء مثل هذه الشركة".
وتعد مدينة تدمر الأثرية السورية واحدة من أغنى وأهم مراكز الحضارة الانسانية القديمة في العالم، وبسبب سيطرة ما يسمى تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي المحظور في روسيا، عليها منذ مايو/أيار من عام 2015، جرى تدمير الكثير من معالمها وآثارها التاريخية العريقة، إلى أن تم تحريرها من قبضة التنظيم يوم 27 مارس/آذار الماضي، بمساندة القوات الجوية الروسية.
هذا وأكد العلماء وخبراء الآثار الذين زاروا تدمر بعد تحريرها من الإرهابيين، أنه تم تدمير معبد "بل" الذي يعود تشييده إلى القرن الأول الميلادي، ومعبد "بل شمين" الذي يعود تشييده للقرن الثاني الميلادي، وتمثال "أسد اللات" الأثري، وقوس النصر، والعديد من الأعمدة والمقابر، ما يعتبر خسارة كبيرة للإرث الحضاري العالمي.