المرصد السوري المستقل

http://syriaobserver.org

سياسة
تصغير الخط تكبير الخط طباعة الصفحة
الجيش السوري قاب قوسين من تحرير تدمر والقريتين
لم تتوقف القوات الحكومية السورية عن التقدم في محاور الهندسة العسكرية الميدانية الصحراوية، فبعد هدنة إطلاق النار أصبحت الأصداء تتجه نحو محاربة "داعش" كأولوية عظمى في أرجاء مدينة تدمر الأثرية "لؤلؤة البلاد" وجارتها القريتين منبع الغاز الأساسي في سوريا.

تمكن إرهابيو تنظيم الدولة الإسلامية "داعش " في 21 أيار/مايو السنة الماضية،من السيطرة على مدينة تدمر المدرجة على لائحة التراث العالمي بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الجيش السوري,وتمكنت من دخول المدينة واحتلالها وارتكاب مجازر عديدة بحق الأهالي وتدمير العديد من الآثار والأماكن التاريخية.

وقامت قوات المشاة في الجيش السوري من وقتها بعد العدة والتثبيت في نقاط متقدمة في مساحات واسعة لاستعادة زمام السيطرة وإنقاذ المدينة من خطر بات يهدد المجتمع الإنساني والإرث التاريخي بكل ما تحمله الكلمة من معنى

وأفادت مصادر ميدانية، "أن قوات الجيش السوري يستكمل التمهيد المدفعي والناري والتقدم المرافق له، في معركة تحرير مدينة تدمر الأثرية بريف حمص وسط البلاد، مع جارتها "القريتين" والتي يتمركز بها إرهابيو داعش في البادية السورية، والتي يأخذون البادية السورية أخر أماكن تواجد لهم".

وأكمل، "تعتبر تدمر من أهم مدن العالم كلها، واستعادتها ضرورة مصيرية بدرجة أولى من حيث موقعها الاستراتيجي والذي يفتح الباب أمام التقدم نحو مدينة الرقة السورية والبادية الصحراوية ككل، غير أنها تتصل بأرياف حمص وريف مدينة السلمية الشرقي والذي يتصل بخاصرة الرقة الغربية، ويمتد عن طريقه الطريق البري الوحيد الممتد نحو حلب المار بسلمية واثريا وخناصر.. إذ تشغل هذه النقاط أكثر معدل لهجمات إرهابيي داعش في محاولات عدة لقطعة ووقف الإمداد لمدينة حلب والجبهة الشمالية والشرقية".

وتحدث المصدر، أن الجيش السوري لا يتوقف عن التمهيد المدفعي والطلعات الجوية والتنسيق المشترك بين الجانبين الروسي والسوري، وتكمن من السيطرة على تل الساتر الكبير غرب مدينة القريتين في ريف حمص الشرقي الجنوبي، وثبت نقاط هامة في نقطتي 912 و 861 والتي تتصل بتلة" السود"، ويتقدم نحو تلة 900 الهامة ليكون قد سيطر على أكثر من 75% من المرتفعات المحيطة بالمدينة، كل هذا في أواخر الأسبوع الماضي".

وذكر المصدر، أن الطيران الحربي السوري لا يزال ينفذ طلعات عديدة وقصف مواقع دقيقة لإرهابي داعش، غير تحقيقه إصابات مباشرة في أحياء فندق وائل القيم والمناطق القريبة منه شرق تدمر، وفي كل من المشتل الزراعي وشارع الجمهورية ووسط المدينة، محققاُ نتائج جيدة جدا حيث قتل ما لا يقل عن 75 إرهابي، منهم العديد من جنسيات أجنبية ولبنانية، بالإضافة لمستودعين ذخيرة لقذائف الدبابات وصواريخ الغراد وتدمر 4 دبابات وإعطاب العديد منها.

غير أن مصادر أهلية أكدت، انسحاب أعداد كبيرة من إرهابيي داعش خارج مدينة تدمر باتجاه عمق البادية وإلى مقراتهم في ريف السلمية الشرقي بقرى عقيربات وقليب الثور وأبو حنايا وطريق جبال البلعاس الهام، ما يمهد لمعركة عنيفة ستشهدها الأيام المقبلة في محيط ريف مدينة السلمية الواصل لريف الرقة عبر خاصرتها الغربية.

وفي منطقة القريتين الإستراتيجية، أكدت مصادر ميدانية، "أن عمليات الجيش متوازية استمراريتها مع عمليات القوات الحكومية في محور تدمر، لأن أهم النقاط حاليا هي في وسط البلاد حيث البادية السورية".

موضحاً، تقدم الجيش في كل من بير محروثة بالقرب من اللواء 128 وجبال مهين الهامة جدا، إضافة إلى تل الرقم ومرتفعات ال 803 المطلة على عشرات الكيلومترات الهامة بالقرب من القريتين، غير أن السيطرة على جبل الرملية فتح المجال للتقدم نحو جبل الحزم الأبيض الذي يطل على القرية الصحراوية بشكل كامل، كانت في وقت سابق من الأسبوع الماضي.

شارحاُ، سيطرة الجيش في مطلع هذا الأسبوع على سلسلة تلال الجبيل جنوب حمص بالقرب من القريتين، ومنها تكون قد سقطت القريتين نارياُ لما لها أهمية إستراتيجية وعلو كبير، ومنها قد سيطر على المحسة وغيرها من المرتفعات، غير تدمير محطة اتصالات كاملة للدواعش كانت متواجدة هنالك على مرتفع الجبيل، وتم رفع العلم السوري معلنا السيطرة النهائية عليها".

ووضحت مصادر خاصة من الشركة السورية للنفط والثروات الباطنية، "أن القريتين ومحيطها تحوي عشرات آبار النفط والغاز بكميات هائلة وكبيرة جدا، واستعادة السيطرة عليها يعني إعطاء حيز كبير وإيجابي هائل للاقتصاد السوري، غير حل مشاكل الكهرباء بشكل واسع على مستوى سوريا، وهذا ما سيساعد في عملية التصدير أيضا ما يعني خفض سعر الدولار بشكل طبيعي".

وبذلك يكون الجيش السوري على بعد 3 كيلو مترات عن قلعة تدمر الأثرية وعم المدينة الأثرية، غير أن مئات الأمتار فقط تفصلهم عن القريتين بعد سقوطها ناريا وسيطرة على روابي الطحين الأولى والثانية والثالثة وتل الكردي  والتي تمهد منها للدخول إلى تدمر والقريتين وتحريرهم بشكل رسمي وكامل لتتجه الأنظار كلها نحو الرقة معقل تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.

15:51 2016/03/21 : أضيف بتاريخ







 
المرصد السوري المستقل