أمين عام «الديمقراطي الكردي السوري»: المنظمات المتطرفة تسعى لإقامة إمارة إسلامية في شمال سورية
رأى الأمين العام لـ «الحزب الديمقراطي الكردي السوري» (P.D.K.S) جمال ملا محمود، المعروف بـ"جمال الشيخ باقي" في حديث لـ"المرصد السوري المستقل" أن المنظمات الإسلامية المتطرفة تسعى من خلال هجماتها المتكررة على المناطق الكردية في الشمال للسيطرة على الشمال السوري، لإقامة إمارة إسلامية فيها، متهمًا السلطات التركية بدعمها، بما يحقق لها سياستها الاستراتيجية.
وفيما يلي نص الحديث:
- نرى تصاعد للعنف والاقتتال شمال سورية وخاصة قيام «داعش» و«الجيش الحر» باستقدام تعزيزات عسكرية، قدرها مراقبون بألف مقاتل لمواجهة لجان الحماية الشعبية الكردية في عدة مناطق، ماذا تحدثنا عن هذا الموضوع؟
* هذا مشروع المنظمات الاسلامية المتطرفة في محاولة منها للسيطرة على الشمال السوري من ناحية، من ناحية ثانية، هي قضية مرتبطة ببعض السياسات الاقليمية وتحديدًا السياسة التركية بنظرتها للشمال السوري، والتي تتخوف كثيرًا فهي ضد الخصوصية الكردية في المناطق الشمالية على اعتبار هذا الشيء ينعكس عليها كدولة كل جغرافيتها هي أرض كردستان و20 مليون من مواطنيها هم من القومية الكردية. فتحاول الضغط على هذه المناطق والسيطرة على بعض المنظمات التابعة لها مثل «جبهة النصرة» و«دولة العراق والشام الاسلامية». وتوجد ناحية أخرى هي ناحية سياسية تتمثل في الضغط على المناطق الكردية والإيحاء بأنه إذا لم تدخل القوى السياسية الكردية في «ائتلاف قوى الثورة والمعارضة» المعروف بـ«مجلس اسطنبول» فهي ستواجه هذه المجموعات المسلحة وستواجه الدعم التركي لها اعتقد يأتي في هذا السياق.
- برأيك ما هي الأسباب الحقيقية للهجمات المتكررة من قبل «داعش» و«الجيش الحر» على لجان «الحماية الشعبية الكردية» وعلى مناطق تواجدهم؟ وما الهدف منها؟
* الهدف الاستراتيجي هو منع اي تطور في المسألة الكردية في سورية هذا من ناحية. ومن ناحية ثانية هو تفكيرها واستراتيجيتها التقسيمية لسورية، بمعنى إنشاء ما يسمى إمارة إسلامية في مناطق الشمال، هذا بالنسبة للسياسة الاستراتيجية التركية في هذه المناطق. أما تكتيكيًا، أعتقد في المرحلة الراهنة حاليًا ـدخل فيها مسألة الضغط على القوى الكردية للدخول في «ائتلاف المعارضة» وهذا طبعًا مرفوض.
- هناك من يقول إن تركيا تدعم «داعش» بالأسلحة والمسلحين للقتال ضد الأكراد؟
* هذا صحيح، الآن أنا أتواجد في مناطق الجزيرة، أقود جبهات القتال يوميًا في المناطق الساخنة، ونحن نرى رؤية العين المجردة الدعم التركي واللوجستي والحشودات، وحتى حشودات القوات التركية المتاخمة للمناطق الساخنة نراها يوميًا وهذا شيء مثبت، لا تستطيع تركيا إنكاره ولدينا وثائق ودلائل تثبت الدعم التركي للمسلحين.
- ما هي الإجراءات التي يقوم بها الأكراد للدفاع عن مناطق تواجدهم؟
* ليس لدينا إلا أن ندافع عن مناطقنا حتى آخر حامل سلاح بيننا، لن نستسلم أو نتراجع وسندافع عن وجودنا وسننتصر، وبكل تأكيد لأن هذه إرادة شعب وليس إرادة حزب أو بعض القوى السياسية.
- ما هي أخر تطورات الوضع الامني والعملياتي في مناطق تواجد الاكراد؟
* نحن حاليًا لدينا جبهتين ساخنتين جدًا، هما: جبهة رأس العين، حيث قامت قوات «حماية الشعب» بصد الهجوم الأول الذي جرى من عشرة أيام وأصبحت في حالة هجوم، ووسعت مناطق السيطرة باتجاه ما بعد رأس العين، وهكذا تكون منطقة رأس العين أصبحت خالية تمامًا من اي تواجد للجماعات المسلحة و«العصابات المتطرفة»، وبالتالي تكون المنطقة بالكامل تحت سيطرة قوات «حماية الشعب».. حاول المسلحون دخول المنطقة من شرق مدينة رأس العين، لكن قوات «حماية الشعب» كانت على قدر المواجهة وأفشلت هذا المخطط، وأوقعت بينهم قتلى بالمئات. أما الجبهة الثانية فهي جبهة الجوادية باتجاه اليعربية ومعبر ربيعة الحدودي، حيث أصبحت قوات «الحماية» على مشارف معبر الربيعة، ولم يبق سوى اثنين أو ثلاثة كيلو مترات، باستطاعة قوات «الحماية الشعب» أن تضع يدها عليها حتى يصبح معبر الربيعة تحت سيطرتها".
تجدر الإشارة إلى أن «الحزب الديمقراطي الكردي السوري» (P.D.K.S) المعارض يعتبر أحد الأطراف الأربعة التي أسست «التحالف الديمقراطي الكردي» في سوريا في الأول من شباط/فبراير عام 1992 واستمر وجوده ضمن هذا التحالف لغاية 11 / 12 / 2003 حيث أعلن انسحابه من التحالف لأسباب سياسية وأخرى ترتبط بالوضع و العلاقات الداخلية في التحالف.