بوتين: الانتخابات البرلمانية في سوريا لن تعرقل عملية السلام
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مقابلة هاتفية مع عدد من القادة الأوروبيين أن الانتخابات البرلمانية في سوريا المقررة في أبريل/نيسان المقبل، لن تعرقل عملية السلام في البلاد.
وأوضح الكرملين أن المكالمة الهاتفية التي جرت يوم الجمعة 4 مارس/آذار بمشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي، تناولت مسائل الأزمة السورية في سياق تطبيق البيان الروسي-الأمريكي المشترك حول وقف الأعمال العدائية في سوريا بدءا من 27 فبراير/شباط.
وحسب بيان الكرملين، فقد ثمّن الزعماء عاليا الاتفاقات الروسية-الأمريكية حول سوريا والتي حظيت بتأييد مجلس الأمن الدولي.
وجاء في البيان:" أشار الزعماء بارتياح إلى الالتزام بنظام وقف إطلاق النار بشكل عام وإلى أنه بات يأتي بأولى النتائج الإيجابية. وعلى رأيها، خلق مقدمات لإطلاق عملية سياسية في سوريا عبر إقامة حوار سوري-سوري برعاية الأمم المتحدة".
وأضاف البيان أن الزعماء الخمسة أيدوا خارطة الطريق للتسوية التي أقرها مجلس الأمن الدولي في القرار رقم 2254.
وكما ورد في البيان، فإن الزعماء أعربوا عن استعدادهم لتكثيف الجهود المشتركة لحل القضايا الإنسانية الأكثر حدة، مع التشديد على ضرورة الالتزام الصارم بشروط الهدنة بين جميع أطراف الأزمة السورية، والطابع الملح لمواصلة محاربة تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" والجماعات الإرهابية الأخرى بلا هوادة.
ووصف الكرملين تبادل الآراء خلال المكالمة بأنه حمل طابعا براغماتيا وعمليا.
كما اتفق زعماء الدول الخمس على تقديم الدعم النشط لجهود مجموعة دعم سوريا والمبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، من أجل وضع حد لإراقة الدماء والعنف المستمر في سوريا منذ سنوات.
وأضاف الكرملين تأكيد "الجانب الروسي أن قرار السلطات السورية إجراء انتخابات برلمانية في أبريل/نيسان القادم يتم وفق أحكام الدستور السوري، ولا يعرقل الخطوات الرامية إلى بناء عملية السلام".
هولاند: الإعلان عن إجراء الانتخابات السورية في أبريل، خطوة استفزازية
بدوره، قال الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في أعقاب المكالمة الهاتفية أنه يعتبر فكرة إجراء الانتخابات البرلمانية التي أعلن عنها الرئيس السوري بشار الأسد، استفزازية.
وتابع، في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال زيارة الأخيرة إلى باريس:" تعد فكرة إجراء الانتخابات في أبريل استفزازية بحد ذاتها. إنه أمر غير واقعي على الإطلاق".
وأضاف:" يكمن هدفنا المشترك في الاستفادة من الهدنة من أجل دفع عملية الانتقال السياسي قدما إلى الأمام".
وذكر أنه وميركل اتفقا مع زعماء وبريطانيا وإيطاليا وروسيا على بذل الجهود القصوى من أجل إيصال المساعدات لسكان سوريا.
ووصف الرئيس الفرنسي المحادثات الخماسية بأنها كانت مفيدة، موضحا أن زعماء الدول الخمس اتفقوا أيضا على مواصلة الاتصالات الهاتفية حول سوريا مستقبلا.
وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار على كامل أراضي سوريا، مع استثناء حالات محاربة تنظيمي "داعش" و"النصرة".
وفي السياق، ذكرت المستشارة الألمانية أن الزعماء الأوروبيين دعوا الرئيس الروسي خلال المكالمة الهاتفية إلى ممارسة الضغوط على السلطات السورية من أجل تسوية النزاع.
وأضافت أن جميع الزعماء اتفقوا على ضرورة إطلاق عملية سياسية في سوريا، في أقرب وقت، لكنها شددت في الوقت نفسه على ضرورة تحسين الوضع الإنساني هناك.
كاميرون: الهدنة في سوريا، يجب أن تصبح قاعدة للعملية السياسية
أعلنت متحدثة باسم رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أن الزعماء الخمسة اتفقوا على ضرورة استخدام وقف إطلاق النار في سوريا من أجل إطلاق عملية سلام تشمل قضايا سوريا الرئيسة.
وتابعت أن الزعماء الأوروبيين لفتوا، خلال المكالمة مع الزعيم الروسي، إلى أنهم يرحبون بالالتزام بالهدنة على الرغم من أنها مازالت هشة.
وفي وقت سابق أعلنت باريس أن وزراء خارجية فرنسا جان-مارك إيروت، وبريطانيا فيليب هاموند، وألمانيا فرانك فالتر شتاينماير، سيجتمعون في باريس يوم الجمعة المشار إليه أعلاه لبحث الوضع المتعلق بتطبيق الاتفاق حول وقف إطلاق النار في سوريا والوضع الإنساني في البلاد.
كما سيجري إيروت محادثات مع أنتوني بلينكر، نائب وزير الخارجية الأمريكي، حول الأزمة السورية والتعاون بين فرنسا والولايات المتحدة في محاربة الإرهاب وعدد من أهم القضايا الدولية.