النخبة الحاكمة في تركيا كانت قد دعت الولايات المتحدة الى الاختيار بينها وبين الأكراد، ويبدو ان اردوغان قد خسر الرهان، حيث أكدت الإدارة الأمريكية في أكثر من مناسبة على أن تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية "ليس إرهابيًا"، وستواصل دعمه.
ويقول الكاتب الصحفي التركي، سادات لاتشينار، في مقال نشرته صحيفة "زمان" التركية، إن الحكومة التركية تحمل تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) مسؤولية تفجير أنقرة الإرهابي. وبحسب تصريحات رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو فإن التفجير الإرهابي قام به مواطن سوري الجنسية لصالح تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية وبدعم من منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية (PKK). وأشار إلى أن الحكومة التركية لم تحظَ بالدعم والتأييد من المجتمع الدولي عندما بدأت شن ضرباتها المدفعية على مواقع العناصر المسلحة التابعة لوحدات حماية الشعب الكردية. كذلك لم تصدر المملكة العربية السعودية —التي بدأت شن ضربات جوية في سوريا- أية تصريحات تتحدث فيها عن أن التنظيم إرهابي. وأوضح أن تركيا أصبحت وحيدة أيضاً أمام وحدات حماية الشعب الكردي. تركيا أردوغان والحصاد المر ولفت إلى أن التنظيم لم يقم بأي عمليات عسكرية خارج الأراضي السورية، ولم يتورط في عمل إرهابي، وأن اتهام الحكومة له بارتكاب العمل الإرهابي الذي وقع مؤخرا، لم يكن مقنعاً للرأي العام العالمي بل أثار شبهات حول صحة هذه الاتهامات. وأضاف الكاتب الصحفي التركي أن واشنطن أعلنت تحيزها للتنظيم بدلاً عن تركيا في ثنيائية "تركيا أم وحدات حماية الشعب الكردي". إذ صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي بأن منفذ الهجوم لا يزال مجهولًا قائلًا: "مسألة المجرم المسؤول عن التفجير لم يبت فيها إلى الآن".
بل وطالب كيربي الحكومة التركية بوقف القصف الذي تشنه ضد الأهداف التابعة لتنظيم وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا. ورد على أحد الأسئلة الصحفية قائلًا: "نحن لا نطلب من تركيا الانسحاب من التحالف الدولي المشكل لضرب تنظيم داعش. وإنما القرار في النهاية في يد حكومة أنقرة". واعتبر الكاتب ان تصريحات كيربي تشير إلى أن الإدارة الأمريكية لم تعد تبالي بتدلل تركيا فيما يخص مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي، وأن وحدات حماية الشعب فهي تمثل قوة برية لا يمكن التخلي عنها بالنسبة للولايات المتحدة. أي أن الإدارة الأمريكية ردت على سؤال الرئيس التركي "نحن أم وحدات حماية الشعب؟" باختيار الخيار الثاني..