المرصد السوري المستقل

http://syriaobserver.org

سياسة
تصغير الخط تكبير الخط طباعة الصفحة
السعودية تناور... لن تنتقل إلى مرحلة الانتشار على الأرض
ما بين القدرة على التنفيذ ومحاولة الضغط على الأطراف المختلفة، تدور تصريحات المسؤولين السعوديين عن التدخل البري في سوريا، خاصة في ظل تحفظ مصر وعدم وجود مؤشرات على تغير الموقف الأمريكي.
وفي هذا السياق، تحدث أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، مستشار مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، جمال عبد الجواد، لـ "سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، موضحاً أن تحفّظ مصر على مزيد من التدخل العسكري على الأرض السورية هو موقف مبدئي، مشيراً إلى أن السعودية مستعدة للتدخل البري تحت قيادة أمريكية، بينما لا توجد مؤشرات واضحة على تغير الموقف الأمريكي من التدخل البري.

وأشار إلى أنه ورغم ما يمثله الإعلان السعودي من تحول في الموقف من الأزمة السورية، إلا أنه لن ينتقل إلى مرحلة انتشار القوات على الأرض كما يتصور البعض، وأن تغيير الموقف الأمريكي من التدخل البري في الحرب على الأرض السورية، ربما يستغرق شهورا "أتصور أن الموقف الأمريكي سيظل على حاله لفترة طويلة قادمة".

وأوضح أن السعودية تلوح بالتدخل العسكري البري، وليس بالتدخل الفعلي، في محاولة إدخال عناصر جديدة إلى حسابات الأزمة، والضغط في اتجاه تغيير الوضع الراهن، بعبارة أخرى، "الموقف السعودي يجب أن يؤخذ في الإطار الأوسع للأزمة، وأن الأمر يدخل في إطار المناورات الدبلوماسية والتحركات السياسية التي توظف مزيجا من المبادرات والتي من بينها التلويح بالحرب، وأن القرار السعودي هو إجراء ضمن هذه الشبكة المعقدة من التفاعلات التي تدور حول سوريا.

وأكد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية وجود تباين في الموقف المصري والسعودي فيما يتعلق بالأزمة السورية، مشيراً إلى أن هذه هي طبيعة الأوضاع في المنطقة في هذه المرحلة، حيث لم تعد هناك "تكتلات صماء" يتوافق أطرافها على كل شيء ويتخاصمون ويختلفون مع الخصوم في كل شيء. وهناك اختلاف بين مصر والسعودية في تقييم الموقف في سوريا، رغم المساحة الكبيرة للاتفاق بين البلدين. وهذا ينطبق على كل دول المنطقة، حيث هناك شبكة مصالح معقدة تدفع الأطراف إلى التعاون فيما اتفقت عليه، ومحاولة التقارب في المسائل المختلف عليها.

وخلص عبد الجواد القول بأن موقف الولايات المتحدة من الأكراد، هو محاولة من واشنطن للتوافق بين حليفين، التركي والكردي، وأننا في المرحلة المقبلة سنرى نوعاً من "التوازن المتحرك" في محاولة تعديل المواقف للإبقاء على العلاقات بين الأطراف التي تتباين مواقفها من الأزمة، وهذا يفسر استقبال موسكو لملك السعودية في مارس/آذار المقبل، رغم اختلاف مواقف البلدين في عدد من قضايا المنطقة وفي مقدمتها الأزمة السورية.

01:02 2016/02/17 : أضيف بتاريخ







 
المرصد السوري المستقل