حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السلطات الأمريكية ودعاها إلى البت في أمر شراكتها وأن تختار ما بين تركيا أو الأكراد الموالين لحزب "الاتحاد الديمقراطي".
وفي تعليق للرئيس التركي نشر الأحد 7 فبراير/شباط مخاطبا الولايات المتحدة قال: "على السلطات الأمريكية الاختيار إذا ما كنت أنا شريكها، أم أن إرهابيي كوباني هم شركاؤها".
ويأتي تعليق الرئيس التركي بعد أسبوع على زيارة قام بها بريت ماكغورك مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون التحالف الدولي لمكافحة "داعش" إلى مدينة كوباني الكردية، وهي عين العرب السورية الخاضعة لسيطرة الجناح العسكري لحزب "الاتحاد الديمقراطي".
ومما أثار حفيظة الجانب التركي على خلفية الزيارة، المباحثات التي عقدها المبعوث الأمريكي مع ممثلين عن "التحالف الكردي العربي" الذي يقاتل "داعش" في سوريا.
وزارة الخارجية الأمريكية وفي تعليق على زيارة المبعوث الأمريكي، أشارت إلى أنها استمرت ليومين، وأنه خلالها قام بجولة في "كردستان سوريا" شملت مدينة كوباني.
كما ذكر مصدر كردي مطلع أن "وفدا عسكريا عن التحالف الدولي التقى السبت الماضي قادة تحالف "قوى سوريا الديمقراطية"، مشيرا إلى أنه سوف يكون لهذه اللقاءات أثرها في سير التطورات في المنطقة.
هذا، وسبق للرئيس التركي أن تعهد باتخاذ بلاده جميع الإجراءات بما فيها العسكرية للحيلولة دون قيام كيان كردي شمال سوريا.
كما اعتبر أردوغان الدعم الغربي بما فيه الأمريكي للثوار الأكراد تواطؤا مع الإرهاب، متهما الأكراد بارتكاب جرائم تطهير عرقي ضد الأتراك في مناطقهم.
وتعكف تركيا استنادا إلى ما تعهد به أردوغان على دعم مسلحي التركمان شمال سوريا في وجه أي تقدم يحرزه الأكراد الذين يقاتلون بدورهم تنظيم "داعش" الإرهابي في مدنهم وبلداتهم ويحصلون على الدعم الروسي والسوري.
كما تستغل أنقرة الفوضى شمال سوريا، وتستهدف مواقع الأكراد بين الفينة والأخرى تحت ستار محاربة "داعش"، سعيا منها لقلب موازين القوى في صالح التركمان، الذين تمعن الطائرات الحربية الروسية في القضاء عليهم واستهداف تجمعاتهم، لا سيما بعد ثبوت أن قتلة الطيار الروسي الذي أسقطت طائرته شمال سوريا كانوا من التركمان.
الاستخبارات الروسية تؤكد بدورها أنها استطاعت تحديد هوية المسلح الذي أطلق النار على الطيار الروسي من الأرض، فيما بثت القنوات الروسية مشاهد له شخصيا خلال مراسم شعبية في الأراضي التركية.