مصادر متعددة تنفي المعلومات حول أسر مقاتلين من اللجان الشعبية في منطقة السيدة زينب
نفى أحد القادة الميدانيين لقوات "الدفاع الوطني" صحة التقارير التي تناولتها بعض وسائل الإعلام عن أسر مقاتلين من "اللجان الشعبية" في محيط منطقة السيدة زينب بريف دمشق، معتبرًا أن نشر هذه التقارير هي "محاولة لرفع معنويات المجموعات المسلحة بعد السقوط المدوي لمدينة شبعا بيد الجيش السوري وقطع كافة طرق الإمداد لهذه المجموعات في منطقة الحسينية".
ولفت القائد الميداني في تصريح لـ"المرصد السوري المستقل" إلى أن هذه التقارير جاءت مباشرة بعد استعادة السيطرة على مدينة شبعا، والخسائر التي لحقت بالمسلحين الذين تراجعوا إلى المناطق المحيطة والتي يحاصرها الجيش النظامي، "ما يعني أنها تهدف إلى التأثير على الروح المعنوية للجيش السوري و اللجان الشعبية وقوات الدفاع الوطني"، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام التي روجت لهذه التقارير لجأت أيضًا إلى نشر "صور لعملة إيرانية إضافة لوثيقة قالوا أنها بطاقة إقامة مؤقتة لعنصر من الحرس الثوري الإيراني".
وقال هذا القائد الذي طلب عدم نشر اسمه: "أولاً، لا يوجد أي أسير من عناصر الدفاع الوطني أو اللجان الشعبية أو حتى من الجيش السوري، وبالتالي ما تم عرضه هو مجرد فبركات، أما بالنسبة للعملة الإيرانية التي تم الحديث عنها فهي متواجدة في أكثر من مكان في سورية وتحديدًا في الأماكن التي يزورها الحجاج الإيرانيون في مناطق العتبات المقدسة، كما أن بعض المحال التجارية تتعامل بتلك العملات في البيع والشراء وكذلك محلات الصرافة والحصول عليها أمر سهل جدًا".
أضاف: "أما بالنسبة لوثيقة الإقامة المؤقتة فهي عملية تزوير مفضوحة لأن في الجمهورية العربية السورية لا يوجد لديها مثل تلك الوثائق ولو فرضنا أن هناك عناصر للحرس الثوري الإيراني فالدولة قادرة على منحهم بطاقات شخصية لضمان أمانهم". مؤكدًا أنه "لا يوجد أي عنصر من الحرس الثوري الإيراني في سورية بشكل عام وفي مناطق ريف دمشق بشكل خاص". مشيرًا إلى أن "هناك عددًا من الزوار الإيرانيين الذين يترددون على مقام السيدة زينب لزيارته خصوصًا في المناسبات الدينية المختلفة".
وعن سؤالنا عن وجود ما أسماه التقرير "مقاتلين شيعة" أجاب القيادي الميداني: "إن من يقوم بحماية منطقة السيدة زينب هم اللجان الشعبية والتي تعمل تحت مسميات ذات طابع تاريخي وديني ويأتي ذلك بعيدًا عن مسائل الطائفية فاللجان تضم عددًا من أبناء المنطقة، ومواطنين سوريين تطوعوا للدفاع عن الوطن".
وحول وجود مقاتلين من لبنان قال القيادي الميداني: "إن المقاومة في لبنان لم تخفِ وجود بعض أفرادها على الأرض السورية في ظل محاربة الإرهاب وإن وجد هؤلاء المقاومين فأعدادهم قليلة وهم في المناطق الحدودية مثل القصير أما ضمن الأراضي السوري فلا وجود لغير السوريين".
وفي السياق توجهنا بنفس السؤال إلى أحد ضباط الجيش السوري من العاملين في منطقة الغوطة الشرقية فأجابنا بأنه "بعد العملية النوعية التي قام بها الجيش السوري في منطقة شبعا ومع اكتشاف شبكة الأنفاق الرئيسية والتي تربط بين منطقة السيدة زينب وعدد من المناطق في الغوطة الشرقية تم قطع شريان الإمدادات للمجموعات المسلحة في مناطق الحسينية والذيابية وبالتالي فمسألة سقوط المنطقتين باتت ضمن المدى المنظور وفي متناول يد الجيش السوري ومع بدء الجيش بالعمليات التمهيدية لتنظيف تلك المناطق كان لابد من إثارة مثل تلك الشائعات لتشويه عقيدة الجيش السوري ولكن المواطن السوري بات واعيًا وقادرًا على اكتشاف مثل تلك الأكاذيب".
وكشف الضابط نفسه لـ"المرصد السوري المستقل" عن "أن منطقة الغوطة الشرقية تحديدًا ستشهد خلال الأيام القليلة القادمة عمليات واسعة النطاق تهدف لاقتلاع المجموعات المسلحة وإعادة الحياة الطبيعية للمنطقة".
كذلك نفى مصدر محلي في منطقة السيدة زينب صحة التقرير الذي جرى بثثه على إحدى قنوات الإعلام حول اعتقال مقاتلين غير سوريين في محيط السيدة زينب، وقال: إن "هذه ليست المرة الأولى التي تتحدث بها تلك المحطات عن عمليات اعتقال لمقاتلين أجانب أو عرب يقاتلون إلى جانب الجيش السوري".
وأوضح المصدر بأن هناك عددًا من المواطنين العراقيين واللبنانيين والإيرانيين يقيمون في منطقة السيدة زينب ومنهم من يمارس الأعمال التجارية والبعض يقوم بالدراسة العلمية وبالتالي فوجودهم في هذه المنطقة طبيعي وهم معروفون لسكان المنطقة، وهناك حالة من التعايش بينهم وبين السوريين وعلى مختلف انتماءاتهم الطائفية".
وفي جولة ميدانية لنا في منطقة السيدة زينب التقينا عددًا من المواطنين المقيمين في المنطقة واستطلعنا رأيهم حول تلك القضية فكانت الإجابات واضحة وصريحة ومفادها بأن "ما يتم بثه هو لخلق حالة من الكراهية في المنطقة التي واجهت كل أشكال الاستهداف الطائفي من أجل إشعال فتنة مذهبية ولكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل".
وأكد المتحدثون بأن المشكلة الوحيدة التي تواجههم في هذه المنطقة هي "قذائف الهاون التي تطلقها المجموعات المسلحة بين الوقت والآخر"، مضيفين بأن وجود اللجان الشعبية يشعرهم بالأمان.
وخلال تجوالنا في شوارع منطقة السيدة زينب لاحظنا أن الحياة فيها تسير بشكل طبيعي وعلى نحو هادئ، رغم أصوات الاشتباكات المتقطعة التي تسمع بين الحين والآخر من المناطق المحيطة بالسيدة زينب.
ولدى اتصالنا مع مصدر في "الجيش الحر" في منطقة ريف دمشق رفض الإدلاء بأي تصريح عن الموضوع مرددًا العبارات نفسها بأن هناك مقاتلين من الحرس الثوري الإيراني يقودون ما أسماه "لواء العباس".
وحول وجود أسرى بيد "الجيش الحر" رفض المصدر إعطاءنا أي معلومات حول الموضوع متذرعًا بأنه "موضوع ذو طابع أمني"، مؤكدًا بدوره بأن "المرحلة القادمة ستشهد عمليات نوعية". وأضاف المصدر في "الجيش الحر" قائلاً: إن "قوات النظام تقوم باستهداف كافة المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر بقذائف المدفعية وصواريخ أرض– أرض، وأن الكثافة النارية التي تمتلكها قوات النظام تؤثر سلبًا على أداء مقاتلي الجيش الحر".
ورأى المصدر أن القرار الأخير بتوحيد كافة كتائب المعارضة العاملة في مدينة دمشق وريفها تحت قيادة واحدة "سيترك أثره على العمليات العسكرية وبالتالي فما يجري من صراع بين مجموعات داعش (تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام)، و(جبهة) النصرة والجيش الحر في شمال سوريا لن يؤثر على واقع العمليات في دمشق وريفها"، مؤكدا بأن "معركة دمشق ذات طابع خاص من حيث أهميتها".