أهالي بلدة معلولا يوجهون رسالة إلى الكونغرس الأميركي
وجه أهالي بلدة "معلولا" المسيحيون رسالة إلى أعضاء الكونغرس الأميركي شرحوا فيها ما تعرضت له بلدتهم على أيدي المجموعات المسلحة التابعة للمعارضة، محذرين مما سيصبح حال بلدتهم التي تعتبر أقدم بلدة مسيحية في العالم فيما لو ضعفت الدولة بعد الضربة الأميركية.
وفيما يلي النص الحرفي للرسالة:
السيد ...عضو الكونغرس الامريكي المحترم ...:
دعني أحدثك، عما جرى اليوم في مدينة معلولا، وبعدها اخبرك، ماذا تعني معلولا ؟؟؟
في الساعة الرابعة فجرًا، بتوقيت دمشق. هاجمت عصابات الجيش الحر، وإرهابيو جبهة النصرة وقتلة دولة العراق والشام، هذه المدينة الآمنة الغافية في حضن جبال القلمون، واستباحت بيوتها وأديرتها وكنائسها، وقامت بتمزيق الصور، والطلب من الاهالي ترك دينهم، والتحول الى دين الإسلام .
نعم هذا ما حدث فجر اليوم في معلولا، حيث انتشرت عصابات المسلحين، في المدينة، ونصبت أسلحتها في ساحة المدينة، وأغلقت أبواب الأديرة وعبثت بالأيقونات التاريخية.
إن هذا الاجرام، واستباحة المدن المسيحية، وإرهاب أهلها، ليس سوى جزء من مخطط كبير، لتهجير المسيحيين من أوطانهم. وهذا ما يحصل والدولة لا زالت قوية، فكيف ستُصبح الحال، فيما لو ضعُفت الدولة، وتم قصفها من قبل القوات الاميركية؟؟؟؟ إن ما ينتظر المسيحيين في مدنهم وقراهم، على أيدي جبهة النصرة، المنظمة الإرهابية وأعوانها ، هو أمر مرعب ومخيف، ولعل ما حدث في القصير والغسانية ودير سمعان العامودي وفي حمص في كنيسة أم الزنار، من اعتداءات رهيبة على كل الكنائس والأديرة المسيحية، يجعل الضمير العالمي يصحو قليلاً ويستفيق، ليعاين ما فعلته يد الإجرام الإرهابي في سوريا. ولم أتحدث عن المجازر التي حصلت، في كل مدن الأقليات، لأنكم عاينتموها قبلاً .
دعوني أعرفكم على قصة معلولا سادتي :
قصة تاريخ آلاف السنين منذ العهد الآرامي الذي كانت فيه معلولا تتبع مملكة حمص إلى العهد الروماني الذي سميت فيه معلولا/سليوكوبوليس وإلى العهد البيزنطي الذي لعبت فيه دورًا دينيًا مهمًا عندما أصبحت بدءًا من القرن الرابع مركزًا لأسقفية استمرت حتى القرن السابع عشر.
بنى دير سركيس في القرن الرابع الميلادي وصمم على نمط الكنائس الشهيدية البسيطة المظهر وسمي باسم القديس سركيس أحد الفرسان السوريين الذين قتلوا في عهد الملك مكسيمانوس عام 297 م ومازال هذا الدير محتفظًا بطابعه التاريخي العريق.
يضم دير مار تقلا رفات القديسة تقلا ابنة أحد الأمراء السلوقيين وتلميذة القديس بولس وماء مقدسًا للتبرك، ويقع في مكان بارز من القرية ويطل من جوف الكهف الصخري الذى عاشت فيه بعد هروبها من اضطهاد الرومان حيث لا يزال هذا الكهف ظاهرًا حتى اليوم وفى رحابه بنى دير مار تقلا الذى بقي حتى الآن رمزًا للقداسة وحياة القديسين وتعيش اليوم في دير مار تقلا رهبنة نسائية ترعى شؤونه وتعتنى به وبزائريه الذين يأتون إليه من كل صوب للتبرك وإذا أمعن الزائر النظر من سطح الدير الى الصخور المحيطة شاهد القلالي أي غرف الانفراد الصخرية التي كانت خلوات للمتوحدين الرهبان الذين ينصرفون إلى الصلاة والتأمل والتقشف والزهد ما يدل على أن معلولا كانت مدينة رهبانية ترتفع منها الصلوات والتضرعات ليلاً نهارًا إلى الله.
تمتاز معلولا بما يسمى فج مار تقلا وهو شق في الجبل يحدث ممرًا ضيقًا من طرف الجبل إلى طرفه المقابل وفي هذا الشق ساقية ماء تزيد وتنقص وفق الفصول والمواسم يتقاطر عليها الناس من كل مكان ليرشفوا من مياه بركاتها وينالوا نعمة الشفاء من المرض والطهارة والنقاوة، يقسم الفج القرية الى شطرين.