في ظل الحديث على حرب سورية تبدو مواقف بعض الدول مثيرة لاستغراب الأوساط الإعلامية خاصة من حيث إصرار فرنسا بالتحريض على ضرب سوريا، تكاد تكون فرنسا المتحمس الوحيد للضربة بعد انفراط عقد الجميع، بل فاقت حماستها حماسة الأميركي صاحب الفكرة، المدير الفعلي للعملية، يسأل المرء مستغربًا، ما السبب؟ ما سبب دعم فرنسا للهجوم على سوريا حتى ولو من خارج مجلس الأمن، بل وحتى إن كان شعبها يعارض الحرب، على الرغم من أن الفرنسيين تاريخيًا لم يقاتلوا سوى في أفريقيا، فلماذا سوريا اليوم؟
بكل بساطة، أنها "خلية الموت في المعضمية"، هكذا يصرّح مصدر إعلامي إن السرّ الذي يسبب القلق للفرنسيين، أنها واحدة من 3 مناطق حشدت جيوش العالم قاطبة لها، لم تفعلها مدينة في التاريخ سوى برلين فقط إنها برلين سوريا إذاً، هكذا أضحت المعضميّة بعد أن سقطت باب عمرو والقصير والخالدية.
يقول المصدر: "إن الغرب وضع خطوطًا حمرًا بالنسبة له على خريطة انتشار الجيش السوري واستعادته السيطرة على العديد من المدن، كان الخط الأحمر الأساسي والأبرز له منطقة ريف دمشق بغوطتيها الشرقية والغربية، حيث عمل الأميركيون عبر المخابرات السعودية التي كانت مشرفة على العمل العسكري المعارض في هذه المنطقة على عدم السماح للجيش السوري بالوصول إليها أو استعادتها. كانت بالنسبة للغرب استعادة منطقة ريف دمشق تمثل الضربة القاضية لهم وذلك لسبب هام، بأنها تطوّق دمشق التي يسعى الغرب لإسقاط النظام عبرها وفيها. الجيش السوري، وفق المصدر، لا يهتم لهذا الخطوط الحمر المرسومة وفق قياس الأميركي، أقتحم ريف دمشق وأعد خطة الاقتحام في رمضان وأجلها لبعد عيد الفطر بسبب الصيام، وعندما حان الوقت دخل بقوته العسكرية بعملية شاملة في هذه المنطقة، أرهبت الولايات المتحدة التي أمرت عبر السعودية بعض الجماعات الإسلامية المدعومة منها أبرزها "لواء الإسلام" بقصف المدنيين بالسلاح الكيميائي لأخذ الذريعة وتوقيف التقدم السوري المدعوم عسكريًا من حزب الله في المنطقة".
يضيف المصدر: "إن هذا السبب باختصار هو الذي أجبر الغرب على التهديد بتوجيه ضربة، لكن الأبرز من كل ذلك هي أسباب مشاركة فرنسا واستماتتها بالطلب بفتح الحرب ودخولها وشاركتها بضرب سوريا من أي مكان. يقول المصدر: إن "السبب بذلك يعود لاكتشاف الجيش السوري ووحدات حزب الله لخلية أطلقوا عليها أسم "خلية الموت" كانت تتخذ من معضمية الشام معقلاً لها، وكانت مهمة هذه الخلية العسكرية التي يتشارك فيها ضباط فرنسيون وبريطانيون وسعوديون، بالتعاون من عناصر سعودية تكفيرية، كانت إحدى مهماتها إعداد الخطط العسكرية للمعركة الشاملة التي كانت تُحضّر انطلاقا من الريف الدمشقي وإدارتها وتأمين مجموعات كوماندوس خاصة تعبر انطلاقًا من الأردن وقت الحاجة في خضم المعركة، وأيضًا تجهيز الفرق العسكرية التابعة للمعارضة الموالية للسعودية، أي العصابات التكفيرية. واحدة من أبرز مهامها وفق المصدر، هي تأمين السلاح الكيميائي للمسلحين، وتحديد هدف ضربه نحو العاصمة السورية دمشق فور بدء المعركة التي كانت تحضّر وقتل الآلاف من المدنيين وتصويرهم على أن النظام قتلهم".
وبحسب المصدر، "تهدف هذه العملية إلى إرهاب أهالي العاصمة ومحاولة قلبهم على النظام وأيضا كما هو الحال اليوم، استجداء التدخل الخارجي الذي كان سيبدأ بسرعة قياسية، حيث كانت الأهداف والخطط والمبررات لهم (وفق رأيهم) واضحة وجاهزة، حيث كانوا يريدون استغلال عامل الصدمة التي ستنتج عن القصف الكيميائي بالضربة العسكرية. دخول الجيش السوري إلى ريف دمشق ومباشرته بعملية عسكرية هناك، أسهم بضرب هذا المشروع في مقتل، وأيضًا توجيه ضربة لهذه الخلية التي اختفت ولا نعلم حتى اليوم مصيرها، هل هي فرّت، أم هي بقبضة الجيش السوري، ولكن ما يتم تأكيده، أن إحدى المقرات التي كانت تشغلها هذه المجموعة التي تم اكتشافها بناءً على معلومات استخباراتية، عثر عليه، وعثر فيه على كميات من المنتجات التي تستخدم بصناعة أسلحة كيميائية، وأيضًا عثر فيه على أجهزة اتصال دولية، لكن ما كان يجب الحصول عليه من ذك المنزل الذي أقتحم وقت بدء العمليات هي أجهزة الكومبيوتر التي بقي منها فقط الأشرطة، ولم يكن موجودًا أي ملف، هنا نجح الفرنسيون ومن معهم بإخفاء الأدلة وسحب هذه الأجهزة قبيل الدخول السوري".
يتابع المصدر: "إن هذا الاكتشاف قد أثار حفيظة فرنسا التي باتت تعتبر نفسها فشلت في هذه العملية الاستخباراتية وكُشف أمرها، وضباطها مجهولين المصير، وفق المصدر، فهي حاولت التعويض بالقيام بضرب سوريا بالحلف الأميركي، التي عملت فيه فرنسا كمحرّض أساسي بالتعاون مع بندر بن سلطان من اجل التحريض على ضرب سوريا، وهذا السبب الأساسي لاستماتة فرنسا لضرب سوريا.