مصدر عسكري رفيع: الرد السوري سيكون وفقًا لحجم الضربة الأميركية
ما يزال الحديث جاريًا حول احتمالات الضربة العسكرية لسورية رغم انسحاب بريطانيا وتعهد رئيس الوزراء البريطاني بعدم دخوله على خط الضربة العسكري المزمعة فيما شهدت دمشق مساء أمس مسيرات وتجمعات شبابية مؤيدة للجيش السوري والرئيس بشار الأسد.
وأكد مصدر عسكري رفيع المستوى لـ"المرصد السوري المستقل"، أن "الضربة الأميركية في حال حدوثها لن يكون لها أي تأثير حقيقي على قدرات الجيش العربي السوري"، كاشفًا عن "أن سورية وضعت مدافعها ودباباتها وقواتها الجوية في ملاجئ محصنة ضد القصف الجوي (تم إنشاؤها في العام الماضي) كما تم أيضًا تقسيم وتوزيع مراكز القيادة العسكرية بشكل لا يمكن معه ضرب مركز القيادة لعزله عن القوات المقاتلة على الأرض".
وفيما يتعلّق بالرد السوري على الضربة، قال المصدر: "هذا ما ستظهره أيام العدوان إن حصل، وسيتقرّر بضوء حجم الضربة الأميركية إن حصلت، وماهيّة الأهداف التي سيتم قصفها، وحجم النيران، إلاّ أن السوريين هنا مدركون لأبعاد ما سيحصل، وهم رفعوا نسبة الاستعداد تجنبًا لضربة مباغته، حيث يجب أن يكونوا مستعدون لأي تطور يحصل".
ولفت المصدر إلى أن "الجهات المختصة السورية قد ذخّرت الصواريخ اللازمة لاستهداف مواقع وأهداف داخل إسرائيل في حال حصول أي عدوان، وهذه الصواريخ باتت جاهزة اليوم، مدعومة بخلفية إيرانية قوية لم تبخل على سورية بالتصريحات التي ذهبت لحد دخول الحرب إلى جانب حليفها الأساسي في المنطقة".
المعلومات المتداولة تشير إلى أن الرّد العسكري السوري على أي عدوان سيكون على مستويات عديدة بذكر منها:
الأول: وهو توجيه ضربات لأهداف ومرافق حيوية الكيان الصهيوني المحتل، تشمل المطارات ومحطات القطارات والمؤسسات الأساسية ومحطات الكهرباء مثلاً وصولاً للمراكز العسكرية، هذا الأمر يكون على مستويات عديدة بحسب سريان خط العدوان الأميركي، فبطبيعة الحال لن يقدم السوريون كافة أوراقهم على الطاولة، فهم سيلعبون مع الأميركي لعبة “من يصرخ أولا، وسيردون على حجة كل ضربة على حدا وبنفس القوة، على ما يقول مصدر سوري مطلع.
الثاني: أن تقوم القوات السورية المختصة بضرب حاملات الطائرات أو القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، كقاعدة “أزمير” في تركيا المرشحة لان تكون القاعدة الأساسية لقصف واستهداف سورية، هنا، يحاول الغرب إبعاد “إسرائيل” عن فوهة النار، وعدم وضعها على رأس الحربة بمواجهة سورية، خوفًا من تعرضها لوابل القصف الرئيسي، الغرب هنا يهمه بقاء “إسرائيل” مرتاحة طيلت فترة الحرب، مع انه يعلم عكس ذلك.
الثالث: توجيه ضربات صاروخية على المستوطنات الصهيونية داخل الأراضي المحتلة، بصواريخ قصيرة المدى وصغيرة يصعب على وسائل الدفاع الإسرائيلية التصدي لها، حيث تشكل هذه الصواريخ بعد تجربة حرب تموز، رعبًا حقيقيًا للمستوطنين حتى تحولت هذه الصواريخ لهاجس يرعبهم مع كل بزوغ فجر حرب جديدة. استهداف المستوطنات يكون وسيلة ضغط فعالة لإيقاف الحرب وإيقاف الضربات، وإجبار العدو على السير وفق الطريق التي يرسمها السوري على وقع رده.
الرابع: الاعتماد على خط المفاجئات، كما حصل في حرب تموز، حيث تشير التقارير العسكرية لحصول سورية على صواريخ “ياخونت” الذكية المختصة بقصف واستهداف البوارج في عرض البحر بدقة، إضافة لصواريخ أس 300 التي ربما هي موجودة في سورية، وصواريخ استراتيجية سورية وإيرانية برّية أخرى كـ “فاتح 110″ مثلاً، هذه الأسلحة التي ستشكّل نقلة نوعية في مسار الحرب إن استخدمت، لما تملكه من إمكانات، وستؤدي لتغيير مسارها خصوصًا إن تم استهداف بارجة أو مدمّرة أو حاملة طائرات أو حتى إسقاط طائرة.
إذاً هناك فرضيات عديدة، تترك للأيام القادمة بحال صدقت الروايات عن تدخل عسكري وعدوان على سورية.
في الوقت نفسه عكست مصادر قريبة من القيادة السورية «اطمئنانًا حذرًا» حيال ما وصفته بـ «التراجع الظاهر في خطط الغرب لضرب سورية». وقالت هذه المصادر في سياق عرْضها لما بلغه الموقف في ضوء التحركات العسكرية والدبلوماسية: "إن هذا التراجع في خطط الغرب مردّه إلى عوامل عدة متداخلة، منها:
أولا: وجود فريق الأمم المتحدة في دمشق، والمكوّن من خبراء في إطار مهمة تحديد ما حدث في غوطة دمشق (يغادر صباح غد بحسب ما أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون).
ثانياً: عدم حماسة الرأي العام الدولي لدخول الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ومعهما فرنسا، في حرب جديدة في الشرق الأوسط، في الوقت الذي ما زالت ذيول حربيْ العراق وأفغانستان ماثلة للعيان، وهما الحربان اللتان لم تؤديا إلا إلى الخراب ولم تحققا أية أهداف استراتيجية.
ثالثاً: أمن إسرائيل المهدَّد، والذي لم تتردد سورية وحلفاؤها في التلويح بالقفز فوقه في حال أراد الغرب قلب النظام في سورية واستبداله بإيصال التكفيريين إلى الحكم.
رابعاً: ما كشفته المعلومات الاستخباراتية ورصْد الاتصالات، إضافة إلى مساعدة من المخابرات الأردنية، في شأن الخطة الحقيقية من وراء الحشد الغربي والهادفة إلى قلب النظام عبر تهيئة نحو ثلاثة آلاف ضابط وجندي من المعارضة السورية جرى تدريبهم على أيدي القوات الأميركية الخاصة و«المارينز» في الأردن وجُهزوا بآلياتهم ومدرعاتهم للدخول إلى دمشق واحتلالها تحت غطاء صواريخ «توما هوك» الأميركية، وأثناء ما يسمى بالضربة التأديبية.
خامساً: مواقف وتحركات إيران و«حزب الله» واستعداداتهما، كما استعداد روسيا لحماية عامليها في سورية.
كل هذه العوامل أدت، بحسب المصادر القريبة من الرئيس الأسد إلى «فرْملة ساعة الصفر لبدء العمليات والتي كانت مقررة، استنادًا إلى ما أعلنته إسرائيل، خلال 24 ساعة»، مستبعدة حصول أي شيء هذا الأسبوع.
وأكدت المصادر عيْنها أن الجيش السوري، الذي أدرك ما يُخطَّط لدمشق، اتخذ سلسلة تدابير تمنع أي قوة من اختراق العاصمة، وشدد هجومه الاختراقي في الغوطة، وسيعمل على استكمال السيطرة على ريف دمشق مهما كانت الأثمان والنتائج.
ورغم البلبلة التي سادت خلال الساعات الماضية بشأن الضربة (وكالات)، استمرت الاستعدادات العسكرية لها على قدم وساق، وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة سترسل المدمرة «ستاوت» إلى قبالة السواحل السورية ما يرفع عدد المدمرات الأميركية في شرق المتوسط إلى خمس.