المحلل السياسي عفيف دلا يستبعد ضربة عسكرية أميركية لسورية
استبعد المحلل السياسي السوري عفيف دلا، تنفيذ الولايات المتحدة الأميركية بتوجيه ضربة عسكرية لسورية، رافضًا مقارنة ما يجري اليوم بسيناريوهات قديمة لتدخلات دولية عسكرية في بلدان أخرى.
وقال دلا في حديث لـ"المرصد السوري المستقل": "فيما يتعلق بالتهديدات الأميركية ورغم أن الاحتمالات مفتوحة كمنطق علمي إلا أنني أميل إلى الاعتقاد بأن لا ضربة عسكرية أميركية لسورية للأسباب التالية:
"أولاً، إن الغاية الأساسية لأميركا اليوم هي عدم الاعتراف بأي هزيمة لها في سورية، وبالتالي عدم إعطاء اعتراف بنصر للدولة السورية عليها ولا حتى إظهارها بمظهر الرابح بعد كل ما جرى فيها من أحداث، لذلك فإن المطلوب اليوم التسويق لفكرة أن سورية قدمت تنازلات معينة حتى استطاعت إنهاء الأزمة فيها وليس نتيجة قوتها السياسية والعسكرية وبالتالي فالمطلوب التهديد المباشر لسورية بتوجيه ضربة عسكرية لم تتفادها سورية إلا نتيجة تنازلات تقدمها سورية".
أضاف: "ولذلك كان من الطبيعي أن تتحيد روسيا كموقف سياسي ويتحدث لافروف بأن روسيا لن تتدخل في حال توجيه ضربة عسكرية أميركية لأنه لو صرح بأن روسيا جاهزة للتدخل عسكريًا في وجه التدخل الأميركي سيكون المانع لتوجيه الضربة العسكرية الأميركية هو وجود الروسي في مقابل هذه الضربة وبالتالي تسقط فكرة التنازلات السورية المطلوب تسويقها، فهنا سيعرف العالم أن أميركا لم تنفذ تهديدها نتيجة التوازن الدولي الرادع وهذا غير مطلوب".
وتابع: "ثانيًا، لم أسمع بدولة تريد أن تضرب دولة أخرى عسكرياً فيتصل وزير خارجيتها قبل يومين بوزير خارجية الدولة المستهدفة ثم يتحدث الأخير عن اتصال ودي! وإذا كان فعلاً تم الحديث فقط عن تسهيل مهمة لجنة الأمم المتحدة، فهل كان من الصعب على (وزير الخارجية الأميركي جون) كيري أن يصرح بذلك في الإعلام دون اتصال هاتفي مباشر مع الوزير وليد المعلم مربكًا حلفاءه وأدواته باتصاله المباشر بعد قطيعة لسنتين ونصف؟".
وأردف دلا: ثالثًا، البعض يقارن ما يجري اليوم بسيناريوهات قديمة لتدخلات دولية عسكرية في بلدان عدة لكن أقول لكم لا يمكن المقارنة اليوم مع أي من هذه السيناريوهات فالوضعية الإقليمية والدولية مختلفة، ووضع القوة العسكرية للدولة المهددة (سوريا) مختلف والقدرة على الرد من هذه الدولة على المعتدين عليها مختلف أيضًا".