سورية تعلن موافقتها على المشاركة بلجان الخبراء الأربع للعصف الفكري التي اقترحها دي مستورا
أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن سورية توافق على المشاركة بلجان الخبراء الأربع للعصف الفكري التي اقترحها المبعوث الخاص دي ميستورا بعد تأكيده مرارا أن هذه اللجان هي لتبادل الأفكار وهي مشاورات تمهيدية غير ملزمة تمكن الاستفادة من مخرجاتها التي يتم التوافق عليها للتحضير فيما بعد لإطلاق جنيف 3.
المعلم الذي كان يلقي كلمة سورية أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة أشار إلى أن القرارات التي أقرها مجلس الأمن تحت الفصل السابع “ما زالت حتى الآن حبرا على ورق” لا تذكر إلا في البيانات الصحفية والمواقف الإعلامية وأما على الأرض فما زالت الدول الممولة والراعية والداعمة للإرهاب تغذي التطرف في المنطقة.. تسلح وتدرب وترسل الإرهابيين إلى سورية.. لا تعبأ ولا تهتم بتنفيذ هذه القرارات.
وتابع المعلم “إنكم تشاهدون هذه الدول وهي تفرخ هذا الفكر المتطرف إلى أن وصل إلى دول أوروبا ليضرب فيها كما ضرب في دول الشرق الأوسط وبدأت الخلايا النائمة بالاستيقاظ.. والتفجيرات والاغتيالات عادت لتطل برأسها في الغرب.. اسألكم ما ذنب الأبرياء في بلادكم الذين بدؤوا يدفعون ثمن دعم بعض سياسييكم للإرهاب..”.
وليد المعلم
وتساءل المعلم قائلا “لماذا تدعم بعض حكوماتكم دولا اعتادت أن تصدر أزماتها إلى خارج حدودها.. لماذا تدعمونها وهي لا تنتج إلا الخراب.. كيف يمكن لدول متطورة تحكمها الانتخابات والبرلمانات أن تتحالف مع دول ليس فيها برلمانات أصلا ولا تعترف بنصف مجتمعها الفاعل وهو المرأة.. كيف يمكن لهذه الدول أن تقبل ممارسات “جهاد النكاح” والذبح وقطع اليد والحرق والتدمير الممنهج للتاريخ والآثار والثقافة”.
وأكد المعلم أن سورية لم تتوقف يوما واحدا عن الدعوة والتشبث بالمسار السياسي انطلاقا من رؤيتنا التي أثبتت صوابيتها.. إن مكافحة الإرهاب هي أولوية للسير بالمسارات الأخرى فلا يمكن لسورية أن تقوم بأي إجراء سياسي ديمقراطي يتعلق بانتخابات أو دستور أو ما شابه والإرهاب يضرب في أرجائها ويهدد المدنيين الآمنين فيها.. وقال المعلم “رغم ذلك كنا ولا نزال مؤمنين بالمسار السياسي وفق المحددات التي باتت معروفة للجميع.. الحفاظ على السيادة الوطنية ووحدة سورية أرضا وشعبا والحفاظ أيضا على مؤسسات الدولة وتطويرها والارتقاء بأدائها وأن الطريق الوحيد لإنجاز الحل السياسي هو الحوار الوطني السوري السوري دون أي تدخل خارجي”.
وقال المعلم “إن ما سمي بالربيع العربي لم يكن ربيعا إلا لـ “إسرائيل” وحلفائها السريين والعلنيين وهي تستمر بالاعتداء على سورية على مرأى ومسمع العالم.. تسلح الإرهابيين وتداويهم في مشافيها وتساعدهم عبر استخباراتها وتدعمهم ليقفوا بينها وبين الجيش العربي السوري عبر الشريط الحدودي وعندما يضعفون تتدخل مباشرة عبر الضربات الجوية أو عبر القصف المدفعي تماما كما فعلت وتفعل تركيا سواء في حلب أو في إدلب وكما تفعل السعودية وقطر اللتان تتسابقان إلى سفك الدم السوري عبر أدواتهما المختلفة”.
كما وأكد المعلم “إن الجمهورية العربية السورية تؤكد تمسكها باستعادة الجولان السوري المحتل كاملا حتى خط الرابع من حزيران 1967 ورفضها لكل الإجراءات التي اتخذتها “إسرائيل” السلطة القائمة بالاحتلال لتغيير معالمه الطبيعية والجغرافية والديموغرافية في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ولا سيما القرارين 497 لعام1981 و465 لعام 1980″.
وختم المعلم كلمته قائلا “لكل من يدعي حرصه على أمن وسلامة الشعب السوري.. إذ أردتم الانتصار على الإرهاب وتحقيق الإصلاحات الاقتصادية والسياسية نفذوا بصدق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ليبدأ العد العكسي للحرب في سورية حتى نصل إلى ربع الساعة الأخير وتفتح الأبواب لتنفيذ ما يتم التوافق عليه في المسار السياسي”.